التدريس رسالة

زاوية:  إضاءات نافذة

ممارسة التعليم من المهن التي لها أهمية كبيرة في إعداد أجيال تأخذ على عاتقها مهمة تطوير وبناء المجتمع، ودعم التنمية، ومهما يكن لمهنة التدريس من أهداف وغايات فإن هدف إعداد الطالب علمياً وتربوياً وقيمياً وثقافياً واجتماعياً؛ سيظل هدفاً أساساً من بين تلك الأهداف، وعلى ذلك نستشعر بأنه لا يمكن لعضو هيئة التدريس أن يقوم بدوره إلا بعد أن يعد نفسه إعداداً خاصاً يؤهله للقيام بمهنته.

إن نجاح عضو هيئة التدريس في مهامه وتحقيق أهدافه يتوقف على العديد من المؤثرات التي تعد في الواقع ضغوطاً تؤثر بدرجات متفاوتة في نوع الأداء الذي يقوم به، وكذلك في مستويات ممارسته لهذا الأداء ومدى إتقانه له، ومن هذه المؤثرات الاتجاهات نحو طبيعة المادة وتدريس مقررها, فهذه الاتجاهات لها دور فاعل فيما يفعله عضو هيئة التدريس من أعمال، وما يقوم به  من ممارسات تدريسية داخل قاعة الدرس.

تعد كفاءة التدريس الجامعي إحدى مكونات منظومة الجودة الشاملة التي يتم في ضوئها تقويم التعليم الجامعي، لأن التدريس يشغل قدراً كبيراً من وقت أعضاء هيئة التدريس وفكرهم، وله أثره البالغ على طلاب وطالبات الجامعة من حيث تكوين شخصياتهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم.

ومما يحدد ما عليه التعليم الجامعي مهارة عضو هيئة التدريس وبراعته في تهيئة المناخ التدريسي للتعلم وتنمية الإثارة الفعلية لدى طلابه وطالباته والتواصل الإيجابي فيما بينه وبينهم، بالإضافة إلى إثارة دافعيتهم. كما يعد أداء عضو هيئة التدريس عاملاً مؤثراً وجوهرياً في العملية التعليمية، لأنه يقود العمل التعليمي التعلمي، ويتعامل مع الطلاب مباشرة فيؤثر في تكوينهم العلمي والاجتماعي، ويعمل على تقدم المؤسسات وتطويرها وحمل أعباء رسالتها العلمية والعملية في خدمة المجتمع وتحقيق أهدافه.

ويعتمد تكوين الاتجاهات الإيجابية لأعضاء هيئة التدريس نحو مهنة التدريس على عدة عوامل، منها: امتلاك قدراً كافياً من التحصيل في مجال التخصص، ويشمل ذلك معرفته لبعض الحقائق والبيانات الرئيسة، فضلاً عن فهمه للمفاهيم والتعميمات التي تنتمي لمجال تخصصه، إضافة لإتقانه أساليب البحث المتبعة في هذا المجال، فهذا يساعده على نقل هذا الأسلوب لطلابه، فالمعرفة وحدها لا تكفي، بل لابد أن تقترن بأسلوب البحث عن المعرفة وتحديدها.

ومنها امتلاك قدر كافٍ من الكفايات التدريسية الأدائية، وتشمل المهارات الخاصة بالتخطيط للدرس، ومهارات التفاعل، ومهارات إدارة القاعة، وكذلك القدرة على تحليل المهارات التدريسية التي يتطلبها الموقف التعليمي.

أ. د. محمد بن صالح النمي

وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA