الذاكرة القوية حلم يسعى إليه الكثير من طلاب العلم، والذاكرة القوية ليست موروثة ويمكن للإنسان أن يكتسبها، هناك بعض الأشخاص يمكنه تحصيل العلم عن طريق القراءة، بينما البعض يمكنه التحصيل عن طريق السماع أو الكتابة أو المشاهدة «الذكاء البصري».
ويعد الذكاء البصري «الذاكرة الفوتوغرافية» أقوى أنواع الذاكرة التي يعتمد عليها العقل في تنمية قدراته المعرفية، فالشخص الذى يمتلك ذاكرة فوتوغرافية لديه القدرة على استرجاع المشاهد التي رآها مسبقاً بتفاصيل دقيقه وكأنه ينظر إلى صورة فوتوغرافية ويصفها, وقد روي أن الإمام الشافعي رحمه الله كان يغطي الصفحة المقابلة للتي يقرأها حتى لا يحفظها ولا تتداخل لديه المعلومات من الصفحتين إن رآهما معاً وهذا دلاله على امتلاكه رحمه الله ذاكرة فوتوغرافية قوية.
يعد نمط الحياة الصحي مثل الحصول على ساعات نوم كافية ليلا وتناول الغذاء الصحي المتوازن والخضار والفاكهة والمكسرات والإكثار من شرب الماء، من معززات الذاكرة كما أن ممارسة التمارين الرياضية واليوغا يطرد الطاقة السلبية من الجسم ويساعد في ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الدماغ.
كما أن ممارسة الألعاب التي تتطلب قدراً من الذكاء كالشطرنج، وممارسة القراءة، ومعرفة المزيد عما يدور حول الإنسان في الثقافة والعلوم والدين والمجتمع، والحرص على التواصل مع الأصدقاء من عوامل تحسين الذاكرة.
ولتعزيز الذاكرة الفوتوغرافية لديك اجلس على كرسي واجعل أمامك طاولة ضع عليها كتاباً أو مجلة مليئة بالصور والرسومات التوضيحية، وأغلق عينيك وافتح الكتاب على أي صفحة دون النظر إليها، انظر إلى الصفحة بعيون مغلقة ثم افتح عينيك وأغلقها ثلاث مرات بسرعة شديدة تنتهي بإغلاقهما وحاول تذكر الصور التي رأيتها عن طريق الألوان والأحجام والأشكال.
إذا لم تتذكر ابدأ بالتفكير في الأشياء ذات الأهمية داخل الصفحة مثل الأشياء ذات الألوان الزاهية أو الأحجام الكبيرة، وهكذا حتى تتذكر أغلب الصور، كرر التمرين مع صور أخرى وستتطور الذاكرة الفوتوغرافية عندك مع مرور الوقت وستصل إلى الذكاء البصري، وتزداد القدرات المعرفية والتحصيل الدراسي لديك ويتم النجاح والتفوق بإذن الله.
أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسه
كلية الصيدلة
إضافة تعليق جديد