توظيف الحكاية في تعليم الأطفال

لو تم استطلاع آراء الأطفال، وخصوصًا في المراحل الأولية، عن أفضل الطرق الواجب اتباعها في تدريسهم وتعليمهم وإكسابهم الخبرات والمعارف والمهارات الجديدة، سواء في المدرسة أو في البيت، لقالوا دون تردد - حسب اعتقادي - إنه الأسلوب القصصي أو أسلوب الحكاية، وحتى المدرسون والتربويون وأولياء الأمور لن يخالفوا هذا الرأي أيضاً.

ذلك أن التعليم بالحكاية يعد من طرائق التدريس الشيقة، ويحقق أحد أهم أهداف التعليم في المراحل الأولية، لكن الملاحظ أن اختيار بعض الحكايات في الكتب المدرسية المؤلفة والمقررة لا يخدم الهدف المعلوماتي ــ أو المعرفي ــ أو الهدف السلوكي أو الهدف المهاري، وهي المحاور الثلاثة لعملية التعليم.

ففي أحد كتب المرحلة الابتدائية ــ على سبيل المثال ــ حكاية من التراث الشعبي عن جحا الذي يفقد حماره، فيخرج إلى الشارع فرحاً مسروراً ليشكر ربه لأنه لم يكن راكباً حماره عندما فقده وإلا كان فُقد معه!!

هذه الحكاية لا تخدم أي وظيفة تربوية ولا تحقق أي هدف من الأهداف المشار إليها، لا بل إنها تدعو الأطفال إلى التفريط بالحقوق طلباً للسلامة الشخصية، وأعمار الطلبة في هذه المرحلة لا تؤهلهم لفهم النكتة أو الطرفة دون أن تقترن بتكريس مفاهيم وقيم خاطئة.

حتى القصائد والأناشيد المقررة على طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية لا ترتقي إلى المستوى المطلوب والمأمول لا من الناحية اللغوية ولا من الناحية الأدبية ولا من الناحية الثقافية، إذ نجد أن أغلب تلك القصائد والأناشيد تحمل ألفاظاً ركيكة وأفكاراً مبتذلة، بينما الطالب في هذا السن قادر ومؤهل على الحفظ واكتساب اللغة والمفردات والثقافات، خصوصاً لو كانت القصائد قوية وفصيحة وتحكي قصة جميلة أو حكمة بليغة كما كان في الكتب المقررة على الأجيال السابقة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA