دراسة تحذر من تراجع الاهتمام بـ«الإملاء» واختزالها بشكل مخل

عقدت دراسة تربوية حديثة مقارنة بين الفصل الخاص بالإملاء في كتاب «التطبيق اللغوي» المقرر حاليا على طلاب الصف الأول المتوسط في الإمارات العربية المتحدة، وكتاب «الإملاء الصحيح» لمؤلفه المرحوم عبدالرؤوف بن إسماعيل النابلسي، والذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم في الأردن منذ مطلع ستينات القرن الماضي، وكان مقرراً سابقاً على طلاب المتوسط في الإمارات.

أجرى الدراسة باحثون متخصصون في إدارة التربية والتعليم بمدينة العين وهدفت لتحديد ومعرفة حجم أزمة قواعد الإملاء لدى الطلاب والطالبات في الإمارات، وكشفت الدراسة أن الفصل الخاص بالإملاء فى كتاب «التطبيق اللغوي» المقرر حالياً يقع في 9 ورقات فقط من أصل 111 ورقة، وتضم قواعد رسم الهمزة فى أول الكلمة، وفي وسط الكلمة، والهمزة المتطرفة، ويضم هذا الفصل 21 شاهداً فقط منها 17 شاهداً من القرآن الكريم، تحتاج كلها إلى شرح وتفسير ومعرفة أسباب النزول ومعاني المفردات أيضاً!

أمّا كتاب «الإملاء الصحيح» فيقع في 79 صفحة تضم الموضوعات التالية: أحوال الهمزة، الألف اللينة وأحوالها، الألف الصحيحة حذفها وزيادتها، بقية حروف الإملاء، ما الحرفية والاسمية، وجميع الأمثلة والتمارين فيه من نسخ المؤلف إلاّ ما اشتهر من شعر شوقي وابن الرومي وأمثالهما.

الدراسة استنتجت تراجع الاهتمام بدروس الإملاء واختزالها بشكل مخل وإرهاق المدرس وإشغاله ــ فى الإمارات ــ بشرح وتفسير شواهد قرآنية تشكل أكثر من 97 فى المائة من الشواهد المقرّرة، وقد أدى ذلك إلى أن تتحمل حصص الإملاء ــ وهى قليلة جداًــ أعباء جديدة شغلت المدرس والتلاميذ عن الهدف الأصلى للدرس وهو فهم القاعدة الإملائية والتطبيق عليها.

من ناحية أُخرى، غاب عن المؤلفين فى الإمارات، حسب الدراسة، أن الإملاء هو الرسم القياسي أو الخط الاصطلاحي الذي اصطلح عليه علماء البصرة والكوفة، أمّا رسم القرآن فهو الرسم المخصوص الذى اختاره الصحابة الذين كتبوا المصحف بأمر عثمان بن عفان رضي اللّه عنه، وأن رسم القرآن لم تتطرق إليه القواعد القياسية التى يدرسها الطلاب اليوم.

وأكدت الدراسة أن أكبر مشكلة تواجه المدرس في الإمارات هي ضعف الطلاب بالقراءة والكتابة، وغني عن الذكر أن الطالب الذي لا يحسن القراءة سيكون ــ بالضرورة ــ عاجزاً عن رسم المفردات، لذا نصحت الدراسة باختيار القطع المفهومة الواضحة من موضوعات القراءة، لتكون مجالاً للتطبيق في حصّة الرسم القياسى ــ الإملاء ــ دون إشعار الطالب باستقلالية هذا الموضوع وهذه المعالجة عن مادة اللغة العربيّة بمختلف فروعها.

وينبغى فى اختيار القطعة ــ وفقاً لما تراه الدراسة، أن تشتمل على معلومات طريفة مشوّقة تزيد في أفكار التلاميذ وتمدهم بألوان من الثقافة والخبرة والقصص والأخبار المشوقة، وأن تكون لغتها سهلة مفهومة وخالية من المفردات الصعبة، وأن تكون مناسبة للتلاميذ من حيث الطول والقصر.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA