السياسة العامة.. ماهيتها وآثارها

 

 

 

إن السياسة العامة «Public Policy» كممارسة واقعية موجودة منذ أن ظهرت الدول والحكومات على هذه البسيطة، وقد زاد الاهتمام بها بشكل أكبر إثر ما عرف بأزمة الكساد الكبير «Great Depression» التي حدثت خلال الفترة «1929-1939م» في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم امتدت إلى بقية دول العالم.

حيث اضطرت الدول للتدخل في الشأن الاجتماعي والاقتصادي بصورة عميقة وواسعة، وذلك من خلال جملة من السياسات والبرامج لإنقاذ المجتمع آنذاك من تداعيات تلك الأزمة الاقتصادية، وما ترتب عليها من مشكلات انسانية واجتماعية حادة.

في الجانب الآخر من العالم كان الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى يقود المعسكر الشيوعي لمجموعة الدول الواقعة في فلكه وفق الأيديولوجية الماركسية، التي تقضي بتأميم ومصادرة كافة وسائل الإنتاج، وإبقائها في قبضة الدولة وتحت تصرفها فقط، مما استدعى بالضرورة أن تتبنى تلك الحكومات أدوات معينة «سياسة عامة» لضبط وتوجيه وإدارة كافة جوانب الشأن العام.

أما السياسة العامة كحقل علمي فلم يبدأ بالتبلور والظهور إلا في الخمسينات من القرن العشرين، على أيدي مجموعة من العلماء، أبرزهم هارولد لاسويل، ثم مر بعدة مراحل تطور خلالها، ليصبح له مقررات وأقسام علمية مستقلة ضمن الهياكل الأكاديمية في الجامعات.

وللسياسة العامة تعريفات متعددة، نكتفي هنا بما قدمه مؤسسو ورواد هذا الحقل العلمي، ومنهم «داي Dye» الذي عرفها بأنها «ما تقرر الحكومة فعله أو عدم فعله». بمعنى إذا قررت الحكومة التدخل في قضية أو مشكلة ما فهي بصدد اتخاذ سياسة عامة، وإذا لزمت الصمت حيالها فإن ذلك يعد سياسة عامة أيضاً.

وهناك من يرى أن السياسة العامة تمثل توجهًا فكريًا للدولة «الحكومة» في مجال من مجالات المجتمع، لتحقيق جملة من الأهداف، ومن وجهة نظري يمكن اعتبار السياسة العامة مساراً واسع النطاق تنتهجه الحكومة أو من يمثلها، بغية التعامل مع ظاهرة، أو حل مشكلة معينة تهم المجتمع.

 

د. عبدالملك المخلافي

قسم الإدارة العامة - كلية إدارة الأعمال

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA