المشروع التجاري ودور الأخصائي النفسي

المشروع التجاري..الحلم الكبير الذي يركض خلفه كثير من الشباب والشابات خاصة في الآونة الأخيرة، وبغض النظر عن حجم المشروع إلا أن الأمر نجده تحول إلى هاجس دفع العديد إلى ممارسة الأنشطة التجارية المختلفة ربما في كثير من الأحيان بصورة عشوائية، الأمر الذي كبّل البعض بقروض وأعباء مالية وخسائر غير متوقعة منذ البداية. وفي الواقع قد لا يعود الأمر لصغر رأس المال أحيانًا و لا لانخفاض الجهود والدافعية النفسية، ولكن الأمر حقيقة كان بسبب انخفاض المهارات الفردية والشخصية التي يتحلى بها الفرد من أجل نجاح المشروع، حيث إن رؤوس الأموال وحدها لا تكفي بدليل أن هناك نماذج نستطيع أن نراها من حولنا لأفراد ورثوا شركات ضخمة وناجحة من آبائهم، إلا أن ضعف المهارات والقدرات الشخصية كان سبباً رئيساً في تعثر مشروعات كبرى مما يعني أن ليس كل مشروع يخفق سببه مادي، وفي المقابل رأس المال الكبير ليس سبباً مباشراً لنجاح المشروع، ولكن للأسف فإن أهم ما نعلقه على فشل المشروع هو عملية الحظ أو النصيب، ومما لا شك فيه أن القدر هو المحرك الأول والأخير للرزق، ولكن العمل بالأسباب يأتي من العناصر الأولى للنجاح أو الفشل في جميع الأعمال ولا سيما العمل التجاري.

 فعلى سبيل المثال فإن علم النفس المهني  هو من أبرز التخصصات التي تستعين بها كثير من الشركات الأجنبية في الدول المتقدمة، حيث يستطيع الأخصائي النفسي المهني اختيار الشخص المناسب لمهنة ما بما يتناسب مع قدراته وبعد إخضاعه لمقاييس واختبارات نفسية كفيلة بترجيحه لمهنة دون غيرها، ليس لشيء سوى لوجود نوعي لقدرات خاصة من الممكن أن ينجح فيها فرد دون آخر، فهناك سمات معينة كالصلابة النفسية والاتزان الانفعالي في اتخاذ القرارات تعد أمثلة غير حصرية لنجاح العمل بشكل عام وانطلاقًا من ذلك فإن المشروعات التجارية تحتاج قبل أن نقبل عليها أو نندفع إلى الخوض فيها إلى الحصول على استشارات حقيقية من أجل تحقيق ولو جزء من معايير نجاح المشروع، وقد يكون أصحاب الخبرات الطويلة أشبه بالأخصائيين النفسيين في عملية انتقائهم وتوجيههم للمبتدئين في مشروعاتهم خاصة في مجتمعاتنا العربية، حيث يقدم الكثيرون استشاراتهم بشكل ودي وبدون مقابل مادي، إلا أن الأمر في كثير من الدول المتقدمة يعتمد اعتمادًا واضحًا على الأخصائي النفسي المتخصص في مجال معين  يكون كعنصر هام من عناصر الإشراف على قيام المشروع من حيث انتقاء نوع العمل وسيره ومن ثم تطويره بدعم نقاط القوة والقضاء على نقاط الضعف وعلاج ما يتطلب علاجه، وهذا يعني أن هناك نماذج غير بسيطة من الشركات والمؤسسات فعلاً تحتاج إلى أخصائي نفسي للاستعانة بكفاءته في توظيف تلك السمات وتوجيهها، إلا أن كثيرين ما زالوا لا يدركون أهمية الموضوع بل إن البعض يعتبر أن استشارة أخصائي نفسي لعمل ما هدر للمال والجهد، بل إن الأدهى من ذلك أن البعض لم يدرك حتى الآن العلاقة بينهما، لذا فنحن بحاجة إلى تقليص حجم الخسائر و رفع مستوى الأداء. 

فهل سنعمل كمختصين في علم النفس من أجل مزيد من التوعية؟

 

د. نجلاء أحمد السويل

 قسم علم النفس

 

 

إشراف اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية بالجامعة

 

 

للتواصل مع الوحدات التي تقدم خدمات الصحة النفسية بالجامعة: 

- وحدة الخدمات النفسية بقسم علم النفس بكلية التربية- هاتف: 0114674801

- مركز التوجيه والإرشاد الطلابي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114973926

- وحدة التوجيه والإرشاد النفسي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114673926

- الوحدة النفسية بقسم علم النفس بالمدينة الجامعية «طالبات»- هاتف: 0532291003

- قسم الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي- هاتف: 0114672402 

- مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي- هاتف: 0114786100

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA