خطورة الغضب والتهور

تخيل عزيزي الطالب أنك وأثناء قيادتك للسيارة دخلت في تحدّ مع شاب بقربك انتهى بحادث صغير، لا قدّر الله، وفور نزولكما دخلتما في خلاف وصراع وعراك انتهى بارتطام رأسه بطرف الرصيف ودخوله في غيبوبة طويلة، وبعد حضور رجال الأمن تم اعتقالك بتهمة الاعتداء على أحد المواطنين والتسبب له بضرر دائم.
وتخيَّل رعاك الله، أن ذلك الشاب قضى أسبوعاً أو أسبوعين في غيبوبة نتيجة الحادث الذي كنتَ أنت أحد أطرافه وقضيتها أنت رهن الاعتقال، ثم توفي في العناية المركزة فدخلتَ أنت في قضية أكبر، وبعد أشهر من تداول قضيتك في المحكمة حكم عليك القاضي بالقتل غير العمد، وربما العمد كونك أوقفت الرجل عنوة لتدخل معه في عراك.
قد يكون الوضع معقداً أكثر وتتشعب القضية أكثر وأكثر، فقد يصل الخلاف والعداوة إلى العائلات، أو قد يكون الضحية رجلاً متزوجاً حديثاً وله طفل يبلغ من العمر سنة أو سنتين، ولهذا السبب يأمر القاضي بتعليق الحكم حتى يكبر الطفل ويبلغ سن الرشد ليتم تخييره بين التنازل عنك أو الحكم عليك.
وهكذا ستقضي زهرة شبابك في السجن، لا سمح الله، معلقاً بأمل ضعيف، وتضيع عليك فرصة إكمال الدراسة الجامعية والزواج وتكوين أسرة سعيدة، وفوق كل هذا قد لا يتنازل الطفل حين يصبح شاباً وتصبح أنت عجوزاً، وكان كل أصل الحكاية مجرد حادث بسيط نتج عن تحدٍّ أو فورة غضب.
باختصار احذر الغضب والتهور، وتحكَّم قدر الإمكان بأعصابك وردود فعلك، فحياتك غالية والأخطار محدقة، ومستقبلك قد يضيع في أي لحظة بسبب فعل متهور أو قرار غاضب يصعب التراجع عنه أو تداركه بعد وقوعه.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA