معلم التربية الفنية: الرؤية والتحدي

 

 

شهد قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود خلال الستة والأربعين عامًا الماضية تطورات عديدة تجسدت من خلال الخطط الدراسية لبرنامج البكالوريوس، والتي هدفت وما زالت إلى تأهيل المعلم الكفء كعنصر فاعل ومؤثر في تحقيق أهداف تلك الخطط.

على سبيل المثال لا الحصر، كان قسم التربية الفنية سباقًا في تحوير برنامج البكالوريوس وفق النظريات المعاصرة في حقل التربية الفنية والمعمول بها عالميًّا، والتي نادت بإعداد معلم كفء وتمكينه أكاديميًّا في مجالات تاريخ الفن والنقد والتذوق الفني، وكذلك فلسفة الجمال بالإضافة إلى الإنتاج الفني.

وحيث إن المملكة العربية السعودية، تشهد نهضة تنموية شاملة في كافة المجالات تمثلت برؤية المملكة 2030 فإن التعليم بقطاعيه العام والجامعي يُعدُّ من أهم الركائز والدعائم المؤثرة في هذه المسيرة التنموية.

تسعى هذه الرؤية لسد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، مما دعا العاملين في مجال إعداد المعلم لمواجهة طبيعة التغيرات المطردة التي يواجهها التعليم من التخصيص والتمويل، والمنافسة، وتغير متطلبات سوق العمل، ولمس صانعو القرار في مجال التعليم أهمية الاستعداد لذلك بالتخطيط للمستقبل بخطط واعدة للتوسع والتقويم الذاتي واستحداث برامج تواجه التحديات المحلية والعالمية.

وبما أن المعلم يعدُّ الركيزة الرئيسة في عملية التعليم، وبغض النظر عن كفاءة العناصر اللوجستية للعملية التعليمية فإنها تبقى محدودة التأثير إذا لم يتوفر المعلم الكفء والمعد إعدادًا تربويًّا وبشكل فائق، وهذا يلقي المسؤولية الكبرى على المعلمين وبالذات معلمي التربية الفنية للتكيف مع مستجدات العصر والمستحدثات التربوية والتعليم الذاتي؛ لكي يتمِّموا الرسالة الكبرى بتنشئة أجيال واعية وواعدة.

د. محمد بن عبدالرحمن النملة

رئيس قسم التربية الفنية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA