إنترنت الأشياء Internet of things 

«إنترنت الأشياء» هي شبكة تضم الأشياء التي نتداولها في حياتنا، والتي تشكل العالم المادي من حولنا، وتربطها بعالم المعلومات عبر الإنترنت، فشبكة الإنترنت- الآن- يتصل بها مليارات الأجهزة الحاسوبية، غير أن هناك أعدادًا هائلة من العناصر الحاسوبية الصغيرة التي لا تزال فاقدة لهذا الاتصال، مثل  تلك التي في الكاميرات الرقمية، والمشغلات الصوتية لملفات MP3، والعناصر الإلكترونية في السيارات، وغير ذلك من الأشياء التي تحتوي على معالجات حاسوبية صغيرة «ميكرو بروسيسور».

ومع انتشار مفهوم «إنترنت الأشياء» أصبح من الممكن تخصيص عناوين اتصال بالإنترنت لهذه المعالجات بحيث يمكن التواصل معها عبر الفضاء السيبراني. كما يمكن حوسبة كل الأشياء التي تملأ حياتنا مثل غسالات الملابس أو الأطباق أو المكانس الكهربائية أو غير ذلك من الأجهزة المنزلية، أو حتى  الأشياء العادية التي نتداولها مثل الحذاء والدراجة والنظارة ..الخ.

حيث تنضم إلى إنترنت الأشياء من خلال تزويدها بوسيمات «tags» على شكل رقاقات معدنية تعتمد على تقنية التعرف باستخدام البث اللاسلكي «RFID» وتستخدم لتخزين البيانات، مثل الباركود المعروف في المحلات التجارية، وتحتوي هذه الوسيمات على هوائي صغير يقوم ببث المعلومات المخزنة عليها، ويتم جمع هذ المعلومات التي تبثها الأشياء بواسطة صندوق صغير في حجم بطاقة الائتمان يحمله صاحب الشيء ويقوم بإرسال إشارات لقراءة المعلومات المخزنة على الوسيمات، أو يقوم باستقبال المعلومات التي تبثها العناصر الحاسوبية التي في الأجهزة، ثم يقوم بإرسالها إلى الإنترنت بحيث يمكن الاطلاع عليها.

وبذلك يتشكل لدينا - في هذا المشهد الرقمي المتطور - شبكة للجمادات الذكية يمكن من خلالها لملايين الأشياء أن تتحدث عن نفسها، ويمكن حينئذ دمج بياناتها وتصرفاتها مع غيرها من المعلومات التي تختص بكل أنواع الخدمات التي تربط بين أنماط الحياة، والحالة الصحية، والأعمال اليومية، والتنقلات وغير ذلك.

يمكن مثلاً على المستوى الوطني، رصد مراحل دورة مياه الشرب بدءًا من منابعها وحتى وصولها للمستهلكين، وتحليل أنماط الاستخراج والنقل والاستهلاك، واتخاذ أوامر الترشيد الملائمة، كما يمكن استخدام أجهزة مراقبة إلكترونية يتم توصيلها بجسم الإنسان، تقوم بأخذ القراءات البيولوجية بشكل آني، وإرسالها إلى المركز الطبي، الذي يقوم بتسجيلها آلياً وتحليلها واتخاذ الإجراء الطبي المناسب.

وعلى المستوى الفردي، يمكن للأشخاص أن يكونوا على اتصال دائم بالأشياء التي تملأ حياتهم، للاطلاع على بياناتها وتصرفاتها ومعرفة مكانها والمعلومات المتعلقة بها مثل: التكلفة والعمر ودرجة الحرارة ودرجة الرطوبة وغير ذلك، مما يعطيهم القدرة على  مراقبة أدائها أو الوصول إليها، كما يمكن استخدامها في التواصل الاجتماعي، فهي تتيح لراكبي الدراجات على سبيل المثال التواصل مع نظرائهم على نفس الطريق، أو للأشخاص بتحميل وتبادل الملفات الصوتية، أو غير ذلك.

ومع هذا الفيضان الهائل من المعلومات المصاحب لـ «إنترنت الأشياء» سيزداد الطلب على سبل معالجة البيانات الكبيرة، وسيزداد استقطاب خبراء تحليل البيانات، واقتناء ما يجد من تقنيات التحليل، وسيتم التركيز على تحليل البيانات المتدفقة في الوقت الحقيقي، وعلى تقنيات الأتمتة التي يمكنها الاستفادة الفورية من المعلومات المتراكمة، بحيث يتم استخلاص المعارف منها، ثم إتاحتها للمستويات الإدارية العليا بصورة فورية.

كما سيزداد الطلب على خدمات النطاق العريض بصورة غير مسبوقة، وتزداد بالتالي المخاطر التي تتعرض لها المعلومات الرقمية المتداولة والناجمة عن البرمجيات الخبيثة وعن أعمال القرصنة، مما سيجعل ترتيبات أمن المعلومات، واستخدام برامج مكافحة البرمجيات الخبيثة، أحد العناصر المهمة التي تحدد اتجاهات السوق لشركات التشغيل في هذه البيئة الجديدة التي تفرضها إنترنت الأشياء.

أ. د. جبريل بن حسن العريشي

أستاذ علم المعلومات

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA