سين وجيم

متى وأين وضعت علوم اللغة العربية؟

تم البدء في وضع علوم اللغة العربية في عصر صدر الإسلام، وذلك نتيجة اتساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول الناس في دين الله أفواجاً وبدء انتشار «اللحن»، وقد اتفق السابقون واللاحقون على أن وضع علوم اللغة تم في البصرة والكوفة، لكنهم اختلفوا في واضعه، وممن اختلف في هذا الشأن ابن سلام في «طبقات الشعراء» وابن قتيبة في «المعارف» والزجاجي في «الأمالي» وأبي الطيب اللغوي في «مراتب النحويين» والسيرافي في «أخبار النحويين البصريين» والزبيدي في «الطبقات» وابن النديم في «الفهرست» والأنباري في «نزهة الألبا» والقفطي في «إنباه الرواة».
وانحصر الخلاف في رجلين؛ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبو الأسود الدؤلي رحمه الله، وقد اختار الأنباري والقفطي القول بأن واضعه هو علي بن أبي طالب رضي الله، واختار السابقون القول بأن واضعه أبو الأسود الدؤلي.
وقد روي عن أبي الأسود أنه قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوجدت في يده رقعة، فقلت: ما هذه يا أمير المؤمنين؟ فقال: إني تأملت كلام العرب فوجدته قد فسد بمخالطة الأعاجم، فأردت أن أضع شيئا يرجعون إليه ويعتمدون عليه، ثم ألقى إليَّ الرقعة وفيها مكتوب: الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبئ به، والحرف ما أفاد معنى. وقال لي: انح هذا النحو وأضف إليه ما وقع إليك واعلم يا أبا الأسود أن الأسماء ثلاث، ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل الناس فيما ليس بظاهر ولا مضمر. وأراد بذلك الاسم المبهم.
قال: ثم وضعت بابي العطف والنعت، ثم بابي التعجب والاستفهام، إلى أن وصلت إلى باب «إن وأخواتها» ماخلا «لكن» فلما عرضتها على علي رضي الله عنه أمرني بضم «لكن» إليها، وكنت كلما وضعت بابا من أبواب النحو عرضته عليه إلى أن حصلت ما فيه الكفاية، فقال لي: ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوت، فلذلك سمي النحو.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA