آفاق أكاديمية

أقسام الإعلام ومواجهة الحملات الإعلامية «1/2»

تتعرض المملكة لحملة إعلامية مغرضة تصل لمرحلة الحرب النفسية على عدة أصعدة مستخدمة كل ترسانة الفبركات والتوقعات والتسريبات الموهومة عبر مؤسسات إعلامية ومنابر متعددة عالمية وإقليمية، وظفت أقصى إمكاناتها لتوجيه سهامها وسمومها في محاولة النيل من مصداقية ومكانة المجتمع السعودي وقيادتها.
ففي الوقت الذي كانت تلك المؤسسات الإعلامية الأجنبية «العريقة» تعطي دروسًا لدول العالم الثالث في أسس المهنية المبنية على المصداقية والدقة.. نجدها تسقط في وهدة أخطاء فادحة وسقطات شنيعة من نقل عن مصادر مبهمة والترويج لمعلومات مزيفة ونشر تغريدات في مواقعها ثم حذفها نقلاً عن دوائر مشبوهة لديها مواقف مسبقة من المملكة العربية السعودية وغرضها تضليل الرأي العام لتحقيق أجندتها الخاصة.
 ولا يخفى أن الهدف النهائي لمثل هذه الحملات الإعلامية هو تشويه صورة المملكة الإيجابية التي ترسخت عبر المصداقية العالية في أدائها السياسي ورصيد التجربة الطويل في مساندة الدول والشعوب العربية والإسلامية والأجنبية في الكوارث والمحن، فضلاً عما تنعم به من أمن واستقرار ونموذج التنمية الطموح الذي تقدمه بلادنا في مشروع يتقدمه سمو  ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان -يحفظه الله- تحت عنوان «السعودية 2030».
كل هذه المكتسبات التي تحققت –مع العمل الدؤوب المتواصل لتحقيق المزيد- دفعت أطرافًا متربصة لا تريد بالمملكة وشعبها خيرًا إلى توجيه آلتها الإعلامية ليل نهار للنيل من تلك السمعة وإعاقة هذه الإنجازات التي تسعى لرفعة الوطن ورفاهية المواطن.
هذه التحديات وغيرها تلقي بثقل كبير على كاهل المؤسسة الإعلامية للتصدي لهذه الحملات بكل احترافية ومهنية وفقًا لاستراتيجيات واضحة حفاظًا على المكتسبات الوطنية وتعزيز الصورة الإيجابية للمملكة على الصعيد الدولي.
ورغم الجهد الذي تبذله المؤسسة الإعلامية والاجتهاد المخلص للإعلاميين في التصدي لتلك الحملات المغرضة عبر اللقاءات والمقالات ووسائل الإعلام الاجتماعي.. إلا أن تصاعد الحملات الإعلامية وبشكل مفاجئ، فضلاً عن تكرارها، وتنوعها، وانتهاز الجهات المعادية قد يؤدي إلى التشويش على سمعة المملكة في بعض الأوساط المحايدة والتي ليس لها موقف تجاه القضايا المتجددة على  الساحة الدولية.
وتمثل الأكاديميات وأقسام الإعلام المحاضن الأساسية التي تصنع القيادات الإعلامية المؤهلة لتسلم زمام المواجهة بكفاءة واقتدار.. وهذا لا يتأتى إلا بصناعة إعلامي يمتلك العلم والمهارة والوعي برسالة الوطن. ولتنهض أقسام الإعلام بدورها المنوط بها يجب أن تكون في أقصى جاهزيتها من حيث الإمكانات المادية والبشرية والتجهيزات.
ولما كانت المؤسسات الإعلامية التي تعمل بجهد واضح لمواجهة هذا الطوفان من الدعايات المضللة والحرب الإعلامية الشرسة تعتمد في عملها على خيرة الإعلاميين والصحفيين من أبناء الوطن يصبح من الأهمية بمكان ضرورة التفكير في مستقبل إعداد وتأهيل هذه النخب الإعلامية من منظور استراتيجي باعتبارهم أهم أدوات المواجهة المحتملةفي مثل هذه المعارك وغيرها، وهو ما سنتناوله في المقالة القادمة بإذن الله.

د. عادل المكينزي
makinzyadel@ksu.edu.sa

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA