لا أسمع.. لكن موجود

 

 

 

كانت تجربة تدريس الطالبات الصم وضعاف السمع لهذا الفصل الدراسي تجربة جميلة جداً استفدت منها الكثير.

وقبل الحديث عن جماليات هذه التجربة؛ لابد من الإشادة بجهود جامعة الملك سعود ممثلة في برنامج التعليم العالي للطلاب والطالبات الصم وضعاف السمع والذي يسير بانسيابية وفق رؤية ورسالة وقيم وأهداف مقننة تصب انتهاءً في مسار واحد هو إعداد المواطن الصالح الذي يتفانى في خدمة دينه ومليكه ووطنه بكل طاقاته وإمكاناته في شتى مجالات الحياة.

الأمر الذي ذلل للطلاب والطالبات ولأعضاء هيئة التدريس كافة الصعوبات المتوقعة، ومما لمسته من تلك التسهيلات على سبيل المثال توفير مترجمات بلغة الإشارة أثناء المحاضرات والاختبارات مع عضو هيئة التدريس وهن على مستوى رفيع من الاتقان في الأداء وحسن الخلق.

وأكثر ما لفت نظري في هذه التجربة الجميلة هو جمال أرواح الطالبات وتصالحهن مع ذواتهن؛ فلم تؤثر هذه الإعاقة على نفسياتهن أو على مستوى تحصيلهن الدراسي النابع قطعا من قوة إيمانهن بالله ثم بتضافر الجهود المقدمة لهن من هذه الجامعة المباركة التي عززت لديهن الثقة بالنفس مما أذكى بينهن جذوة الحماس والتنافس الشريف.

والذي كان من آثاره الحميدة حصولهن على الصدارة والمركز الأول بالتصويت في معرض أنشطة مواد الإعداد العام الذي أقامه قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية يوم الأربعاء 15/2/1440هـ عن مشروعهن المتميز «حقوق ذوي الإعاقة السمعية»، وهو نشاط تقدمن به لمقرر 105سلم «حقوق الإنسان» وأبرزن فيه جهود جامعة الملك سعود التي تقدمها لهن، ونقلن تجارب ناجحة واقعية لذوي الإعاقة السمعية؛ فشكراً لهن من الأعماق لهمتهن العالية وبارك الله فيهن.

فعلاً كانت تجربة جميلة بل مشرّفة أضافت لي معرفة نخبة رائعة من الطالبات المتفوقات اللاتي تفخر بهن جامعتهن مثلما يفخرن بها.

د. مرفت كامل أسره

كلية التربية - قسم الدراسات الإسلامية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA