زاوية أخطاء في المنهجية

خطط الرسائل العلمية

تمثل خطط الرسائل العلمية البداية العلمية للبحث العلمي، فالخطة العلمية تعني بحثًا قويًا، فواقع الخطة يعكس قوة البحث. السؤال الذي يتبادر: ما المقصود بالخطة؟
الواقع أن الخطط الراهنة عليها كثير من الملاحظات، وقبل الخوض بهذا الموضوع دعونا نعود إلى مرحلة إعداد رسائلنا في الغرب وخاصة أمريكا، قبل أي شيء وعلى الرغم أن هناك آلاف الجامعات إلا أنها تتبع آلية واحدة في إعداد الخطط, الذي يتمثل في أن الطالب يعد مع مشرفة الجزء الأول من الأطروحة والتي تتضمن كامل الفصول الثلاثة الأولى، ومنتهية بمسألة بحث، بعد ذلك تشكل لحنة مناقشة لمناقشة الخطة كاملة، وتوجه الباحث والمشرف إلى أي نواقص أو إضافات يجب إضافتها أو أي ملاحظات أخرى. هنا يكتمل الجزء الأول ولا يتم مناقشته في المناقشة الثانية، بل تقتصر على ما إذا كان الباحث حقق في الجانب التطبيقي ما حدده في الجانب النظري، هذا هو الواقع العلمي، لكن ما هو واقعنا، يعمل البعض وربما الأغلبية على أنها خطة بأسرع وقت، ويقوم بعرضها على مجموعة من أعضاء هيئة التدريس وهي غير مكتملة، ويأخذ ملاحظات ثم يعمل مع مشرفه حتى يصل إلى مرحلة المناقشة، لكن تخيلوا ملاحظات لجنة المناقشة، على سبيل المثال: الجانب التطبيقي مختلف عن الجانب النظري، هناك نقص في أدبيات الدراسة، هناك دراسات سابقة مهمة لم ترجع لها، عنوان الدراسة لا يعكس موضوع البحث، وهناك الكثير الكثير، وعلى الرغم من هذا كله يتم منح الدرجة مع إجراء التعديلات.  
إن المشكلة تكمن في أن الباحث عندما يقرر البدء في إعداد أطروحته يبدأ من مسألة البحث «تسمى خطاً بمشكلة البحث»، هذا يعني أن الباحث ينطلق مما يمتلكه من معرفة عن تلك المسألة، وبالتالي فإن الإضافة العملية لن تكون ذات قيمة، فما وصل له الباحث من تحديد هو أصلاً متوفر في أدبيات البحث العلمي، كما تكمن المشكلة الثانية في أن أغلب الباحثين لم يتعرفوا على الواقع الاجتماعي لمجتمع الدراسة، أي لا يعرف طبيعة المسألة في واقعها الحقيقي، أما المشكلة الثالثة، فهي عدم قيام الباحث بإجراء دراسة مسبقة للتأكد من مدى ملاءمة أداة جمع البيانات لمجتمع دراسته. أما أخطر   مشكلة فتتمثل في أن أهم جزء في الأطروحة وهو تحليل ما توصل إليه من نتائج لم يقم به، وهو الجزء الذي من المفترض  أن يضيفه للبحث، وهذا راجع للضعف الشديد لدى طلاب الدراسات العليا في الإحصاء، ولذا نرى كماً هائلاً من مراكز خدمة الطالب والتي تتولى القيام بهذه المهمة، ناهيك عن مواقع الإنترنت المنتشرة والتي تقدم الرسالة العلمية بطريق تسليم مفتاح.
هل حقاً نحن راضون  عن الرسائل العلمية في جامعاتنا؟
أ.د. سعود الضحيان
للتواصل dohayan@hotmail.com

 

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA