فكر خارج الصندوق

في منتصف ستينات القرن الماضي غرقت إحدى الناقلات العملاقة في مياه الخليج العربي وعلى متنها قرابة ستة آلاف رأس من الأغنام، وفور انتشار الخبر أسقط في يد خبراء النقل البحري، فوجود هذه الكمية الضخمة من الأغنام النافقة في مياه الخليج يعني كارثة بكل المقاييس، فالبيئة البحرية في مكان غرق السفينة والمساحة الكبيرة المحيطة بها أصبحت مهددة بالدمار، واحتمال انتشار التلوث والأوبئة على سطح الماء أصبح احتمال لا يقبل الشك.

البحث عن حل
إذن على المسئولين أن يجدوا حلا لإخلاء السفينة من حمولتها دون تسرب تلك الحمولة أو أجزاء منها إلى المياه وكيف يحدث هذا والسفينة في قاع الخليج؟ وأي محاولة لإخلائها تماما تبدو عسيرة التحقق، ناهيك عن أنه لا بد من تسرب بعض تلك الأعنام الميتة أثناء عملية تحطيم أحد جدران المركب لإخراج الحمولة، إذن لابد من رفع تلك السفينة إلى سطح البحر وسحبها إلى الشاطئ وإفراغها على مهل، ولكن كيف يحدث هذا؟!

حل مختلف تماما
وسط حالة الترقب المصحوب بقلق شديد خرج أحد الخبراء بحل يبدو للوهلة الأولى شديد الغرابة، فقد طلب توفير كميات ضخمة من كرات تنس الطاولة (البينج بونج)! ومع أن الفكرة بسيطة جدا إلى حد عدم تصديقها وطريفة إلى حد أنها تثير الضحك أكثر من الإعجاب، إلا أن المسؤولين القلقين على صحة بيئتهم ومواطنيهم لم يجدوا بدا من قبولها، وتم توفير كل ما أمكن الحصول عليه في أقرب وقت من كرات البينج بونج حتى وصل عدد الكرات إلى 27 مليون كرة!

فكرة الحل
كانت الفكرة تقوم على ملء السفينة بهذه الكرات إلى الحد الذي يجعلها تحاول مقاومة ضغط الماء في الأعماق فتطفو على السطح ومعها السفينة العملاقة، وبعد إحضار الكرات راح الغواصون ينفذون الفكرة، دفعات ودفعات من الكرات تحتل مكانها داخل تجويفات الناقلة، والكل ينتظر بين آمل ومشكك، ووسط صيحات الإعجاب من الجميع راحت السفينة تطفو من جديد وتم منع كارثة بحرية من الوقوع بفضل تفكير مختلف.

مصدر الفكرة
قد يتبادر لذهنك أن صاحب هذا التفكير وصل إليه نتيجة خبرات طويلة في إنقاذ السفن الغارقة أو أنه قد درس هذه الطريقة العجيبة في معاهد أعالي البحار في الدول الكبرى، لكن الحقيقة التي أفصح عنها الرجل فيما بعد هي أنه رأى هذه الفكرة من قبل ولكن ليس على أرض الواقع ولا في المعاهد المتخصصة، بل في إحدى مجلات الرسوم الخاصة بالأطفال!