آفاق أكاديمية

المشاركات العلمية قوة ناعمة

نعيش اليوم في (قرية عالمية صغيرة) وبات التواصل متعدد الأشكال بين الأمم والشعوب، وتمثل المؤتمرات العلمية أحد أوجه التواصل العلمي والحضاري ..وهو فرصة للتواصل والحوار وتبادل المعلومات وتصحيح الصور..حيث يلتقي نخبة من الباحثين والعلماء في تخصصات محددة ومن بلدان مختلفة، وهو اضافة الى الفائدة العلمية فإنه يتيح مساحة للتعرف على الشعوب والأديان والدول..
وللأسف فإن الناظر لكثير من المؤتمرات العلمية في الآونة الأخيرة يلحظ استهدافا بشكل مباشر وغير مباشر للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا ودينا..وذلك من خلال مغالطات لبعض الباحثين بل وتعميمات لا تستند الى معلومة موضوعية موثقة، ويأتي ذلك في ظل استفحال ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وانتشار الصور النمطية المتبادلة المعرقلة للحوار والتسامح والعيش المشترك..وهو ما يُعد اشكالية جوهرية من المنطلق العلمي والموضوعي -وفي ظل غياب الشخصيات العلمية المحايدة أو الوطنية المعبرة حقيقة عن هوية المملكة العربية السعودية - .. يؤدي هذا الأمر الى تكريس انطباع الحضور (من الباحثين والمتخصصين) بالمعلومة المغلوطة مما يؤثر على اتجاهاتهم ومواقفهم تجاه المملكة العربية السعودية في المحافل العلمية والاجتماعية بل والسياسية.
ومن خلال حضور شخصي  لعدد من المؤتمرات العالمية ذات العلاقة بالتخصص(الإعلام) تم ملاحظة هذه الظاهرة  والتي قد تصدر من باحثين مغرضين أحيانا، ولكن في كثير من الأحيان قد تكون –بحسن نية- نتيجة للصورة المشوهة لدي الباحث لتأثيرات الإعلام المنحاز..أو لضعف التواصل مع المصادر الحقيقية والمحايدة عن المملكة العربية السعودية واقعا وحضارة..وما يفاقم هذه الظاهرة هو ضعف الحضور(بمعناه المادي والمعنوي) من أبناء المملكة العربية السعودية في تلك المؤتمرات والمنتديات العلمية نظرا لظروف استنائية..ولكن ما تتناوله هذه المقالة هو جاهزية المشارك للتعاطي ومواجهة الطروحات المتحيزة والمشوهة لوطننا الحبيب.
فإنه ونظرا لأهمية هذه المؤتمرات العلمية وتأثيرها، وعلاقتها بالنخب التي تقود قاطرة المجتمعات وتوجه صناع القرار في تلك البلدان..فإن مقدم هذه المبادرة..يقترح تشخيص وتوصيف مضامين المقولات المسيئة للمملكة في المؤتمرات العلمية، والانتقال إلى مستوى رسم الخطط والبرامج والتدابير المناسبة لتعظيم الاستفادة من المشاركات الخارجية للنخبة العلمية، ويتطلب ذلك اعداد خطة عمل تقوم على مسح للمؤتمرات العلمية ذات الأهمية والفعالية على الصعيد الدولي..والتعرف على طبيعة اتجاهات القائمين عليها، والشخصيات والرموز المهمة والفاعلة..ومن ثم العمل على وضع تصورات لأساليب التواصل مع أصحاب الثقل العلمي والتأثير من بين تلك الشخصيات.
وقد يكون مناسبا اعداد برنامج لأعضاء هيئة التدريس يسهم في تعزيز قدراتهم الاتصالية والمعلوماتية(في تلك القضايا) بما يؤهلهم لتأثير فعال في مثل هذه المنتديات والمؤتمرات. وأخيرا فتح قنوات التواصل مع الباحثين الذين يطرحون صورة مشوهة عن المملكة العربية السعوية لتصحيح الصورة .
د.عادل المكينزي
makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA