لا تفهمني خطأً

كان أحد السائقين يقود سيارته بهدوء في أحد الطرق المزدوجة والمنحنية، وفجأة ظهرت أمامه سيارة خرجت من مسارها وواجهته في مساره وكادت أن تصطدم به، لكنه استطاع أن يتفاداها بصعوبة، وحينما حاذاه صاحب تلك السيارة فتح زجاج سيارته وأخرج رأسه باتجاه صاحبنا وصرخ بأعلى صوته «بقرة»!
فور سماع هذا الرجل كلمة «بقرة» ظن أن الرجل الآخر يسبه ويشتمه - وذلك بناء على ثقافته وطريقة تفكيره ونظرته للأمور - فغضب غضباً شديداً وانفعل وأخرج رأسه من نافذة السيارة وأخذ يكيل لذلك الرجل السباب والشتائم، ولم تمض ثوان على هذا الموقف حتى تفاجأ ببقرة أمامه في الطريق واصطدم بها!
بارادايم هذا الشخص أو ثقافته وطريقة تفكيره، فسرت كلمة «بقرة» أنها شتيمة، بينما كان الشخص الآخر يقصد بذلك تنبيه الرجل لوجود بقرة في الطريق ليأخذ حذره ويخفف سرعته، لكنه لم يستوعب ذلك فكانت النتيجة أنه انفعل وغضب وشتم ذلك الرجل واصطدم بتلك البقرة.
«البارادايم» يقصد به نظام التفكير الخاص بالإنسان، أو نظرته للأمور، أو مجموع ما اكتسبه من خبرات ومعلومات ومعتقدات وأنظمة، أي أنه مجموع الثقافات والخبرات التي مر بها في حياته، ورسم بناء عليها الحدود التي يسير داخلها والزاوية التي ينظر من خلالها.
اجعل نظرتك للآخرين إيجابية ومرنة ولا تفسر كل تصرف أو كلمة حسب ثقافتك أنت وحسب، حاول أن تفهم الناس قبل الحكم عليهم، وسع أفق نظرتك وتفكيرك ولا تعتقد أن الناس كلهم أشرار أو أعداء أو يريدون بك الشر دائماً، فأنت على الأقل لست محور الكون ويستحيل أن تكون على صواب دائماً والآخرورن على خطأ دائماً.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA