خصائص تكرار الحالات الجوية الماطرة

تتعرض الجزيرة العربية عادة خلال فصل الخريف من كل عام لحالات من عدم الاستقرار الجوي التي تحدث نتيجة لامتداد منخفض السودان الذي يعبر البحر الأحمر من شرق أفريقيا باتجاه الجزيرة العربية ليمتد تأثيره أحيانًا إلى شرق وشمال شرق الجزيرة العربية ومعظم مناطقها الوسطى والشمالية والنطاقات القريبة من السواحل الشرقية للبحر الأحمر.

وقد تأثرت معظم أجواء الجزيرة العربية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين بهذا المنخفض الذي انحرف اتجاهه على غير العادة ليتمحور فوق البحر الأحمر باتجاه جنوبي شمالي يبدأ مركزه في بحر العرب والمحيط الهندي، وأدى هذا الامتداد إلى حدوث حالات من عدم الاستقرار الجوي العنيفة وغير المعتادة والتي أثرت بشكل واضح على شرق وشمال شرق الجزيرة العربية والمناطق الوسطى والشمالية والنطاقات الغربية لسواحل المملكة.

وقد أدى امتداد هذا المنخفض الجوي لتكوّن كميات هائلة من الهواء الرطب في طبقات الجو السفلى للجزيرة العربية شملت المملكة العربية السعودية حتى دولة الكويت وتجاوزتها إلى المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين، ورافق هذا الهواء الرطب الذي ساد بكميات هائلة في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي هواء بارد في الطبقات الوسطى من هذا الغلاف مما أدى إلى حالات متكررة من عدم الاستقرار خلال الشهرين المذكورين، وذلك نتيجة لوجود تيارات صاعدة أدت إلى تحرير كميات هائلة من الطاقة الكامنة للتكاثف نتج عنها كميات من الأمطار التي شهدتها أجواء المملكة والمناطق المذكورة أعلاه.

وكانت كميات الأمطار التي هطلت في هذه الفترة هي الأكثر منذ عام 1985م، كما صرحت مصادر الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وقد أصدرت الأجهزة المعنية تحذيرات للمواطنين بأخذ الحيطة والحذر من تشكل السيول، وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.

د. قاسم يحـيى الطراونة

معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA