التأخر الدراسي ليس غباءً دائماً

تأخر الطفل دراسياً مشكلة يواجهها الكثير من أولياء الأمور، والخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو ربط التأخر الدراسي بالغباء، وهذا أمر غير صحيح، حيث أثبتت الأبحاث والدراسات، أنّ أكثر من 80% من المتأخرين دراسياً، تتراوح درجة ذكائهم بين المرتفعة وفوق المتوسطة، كما أن 91% من هذه النسبة «موهوبون» لكن لم تستغل موهبتهم على الوجه الأمثل مما أثر على شخصيتهم ومن ثم تحصيلهم الدراسي.
التلميذ في مراحل التعليم الأساسي يكون عقله منفتحاً أكثر من أقرانه في مراحل المراهقة «التعليم الثانوي والجامعي» ويكون خياله أوسع وإدراكه أكثر اضطراباً، وأغلب التلاميذ في هذه المرحلة يمكن السيطرة عليهم، باستثناء نسبة قدرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال «AAP» بحوالي 12 - 14%، يمكن أن يطلق عليهم صفة «المتمردون» وهم يعانون من تأخر دراسي في الغالب من الدرجة «A» وهي درجة مرتبطة بالموهبة، أما باقي الدرجات فمرتبطة بمشاكل نفسية وبيئية أخرى.
هؤلاء الموهوبون أو الدرجة «A»، هم النسبة الغالبة من إجمالي التلاميذ المتأخرين دراسياً، حيث تبلغ نسبتهم 80 % تقريباً، ويتسمون بالتمرد وغالباً ما يكونون مشاغبين في قاعة الدرس، لأنهم في الواقع موهوبون وعقلهم يعمل بشكل أكبر عن أقرانهم.
لذلك فإن التعامل الأمثل مع الطفل السليم عقلياَ ونفسياَ، لكنه متأخر دراسياً، هو الكشف عن موهبته، ثم توجيهه لتعزيزها وممارستها، فمثلا إذا كان يهوى الرسم، يتم إلحاقه بمدرسة لتعليم الرسم، ومده بكافة الأغراض اللازمة لدعم موهبته، وتخصيص وقت كاف خلال اليوم لممارسة الهواية، فهذا سيفرغ شحنة التمرد في عقله، وسيوجه خياله للاتجاه الصحيح، كما أنه سيحفز مداركه ويحجم عملية التشويش عليها، مما سيجعله يركز في العملية التعليمية بشكل طبيعي، وسيكون مع الوقت متفوقاً «في الدارسة والموهبة» بسبب انتظام الوظائف العقلية وتنميتها، كما سينعكس ذلك على حياته بشكل عام، وسيهدأ تمرده وعصبيته وميله للمشاغبة.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA