أهمية السنة التحضيرية للطلاب الوافدين

تم استحداث السنة التحضيرية، أو ما تسمى حاليًا بالسنة الأولى المشتركة، في الجامعات السعودية، تلبية لحاجات وصعوبات كان يعاني منها خريجو الثانوية بعد التحاقهم بالتعليم الجامعي، ولا ريب أنها سدت الفجوة التي كانت تصد عملية التعلم والتواصل في البيئة التعليمية الجامعية.

وقد أجريت دراسات عديدة من وجهة نظر الطلاب والطالبات ومن أعضاء هيئة التدريس أيضًا، تؤكد على وجود منافع وفوائد متنوعة رغم ما لها من جوانب سلبية، وتناول موضوع أهميتها العديد من الكتاب والصحف، والجدير بالذكر أن نظام السنة التحضيرية ليس جديدا تنفرد به المملكة العربية السعودية، بل جربتها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وألمانيا ودول أخرى غيرها، ونالت قبولاً وانطباعًا حسنًا من الدارسين، حتى بعض جامعات العالم خصصته للطلاب الوافدين نظرًا لاحتياجاتهم إليه.

السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود هي السنة الأولى في الدراسة الجامعية، ويتوجب على الطالب إنهاء جميع مقرراتها في فصلين دراسيين وفصل صيفي استثنائي، عدا مسار الكليات الإنسانية، فيتوجب على الطالب إنهاؤه في فصل دراسي واحد. «دليل الطالب: 39-1440هـ».

وهذا البرنامج تقدمه الجامعة لإكساب الطلبة المستجدين بمرحلة البكالوريوس الأسس العلمية والمهارات الأكاديمية والمهنية مع التركيز على الإبداع وتطوير الذات للنجاح في حياتهم بالمهارات التي يحتاجونها.

وبما أن المملكة العربية السعودية ترعى حالياً أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة على منح دراسية خارجية، وتوفر لهم كافة التسهيلات مثل أبنائها، فهم يبدؤون حياتهم الجامعية –كغيرهم- من السنة التحضيرية، ونتيجة انتمائهم إلى خلفيات متنوعة فإنهم الأكثر معاناة من المشاكل في هذه السنة الأولى، وغالبيتهم تريد تخصص العلم الشرعي والأدبي، وتتوقع التحاقها بتخصصاتها فور وصولهم إلى المملكة، إلا أنهم يفاجؤون بالسنة التحضيرية، ويجدون صعوبات في مقررات تخص سوق العمل والحياة المهنية.

وقد عانيتُ كطالب وافد من بعض المشاكل في بداية التحاقي بالتحضيرية، إلا أنني تعلمت من بعض خبراتي وتجاربي أن هذه المرحلة ممتازة، وشعرت أن الوافدين هم الأشد احتياجًا إليها من غيرهم من السعوديين، وذلك لأسباب عديدة أسردها في السطور الآتية.

السبب الرئيسي لتنفيذ هذا البرنامج هو جعل الطلاب متأقلمين مع الجو الجامعي، لأن هنا؛ فروقاً بين التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، وبما أن الوافدين يأتون من دول متعددة ويبدؤون دراستهم هنا، فهم يحتاجون أكثر من غيرهم إلى التأقلم مع الجو التعليمي، بل حتى الجو السعودي، وهذا الأمر يتطلب وقتًا منهم.

كما أن السنة التحضيرية ومقرراتها تساعدهم في القضاء على الشعور بالغربة والوحشة، وتمهد سبل التواصل بينهم وبين السعوديين، وتتيح لهم إمكانية تعلم بعض المواد المهمة التي يضطرون إليها دائمًا في دراستهم الجامعية.

كما توفر لهم فرصة لإتقان بعض المهارات التي لا تخص مجالا دون آخر، مثل مهارات الحاسب الآلي ومهارات اللغة الإنجليزية، لأن لكلتيهما أهمية كبيرة في المجالات التعليمية، ومن لا يتقنها يعد جاهلاً في الوضع الراهن.

ثم إن مقرر تطوير الذات – كما يتضح من اسمه - يشتمل على مواد تؤهل الطلاب لدراسة الفرع المطلوب، وتفسح لهم المجال لتطوير ذواتهم، وتكسبهم مهارات لا تقتصر فائدتها على الحياة الجامعية فحسب، ويتفرع من هذا المقرر مهارة كتابة البحوث، وإدارة العروض التقديمية وما إلى ذلك.

لا ننكر أن هناك بعض الصعوبات في بعض المقررات، مثل مواد الرياضيات وغيرها، وكذلك استخدام اللغة العامية من قبل أعضاء هيئة التدريس يعيق فهم الدروس، إلا أن المثابرة على الجد والعمل هي الورقة الرابحة في يد الإنسان.

السنة التحضيرية في عمومها تفيد الطلاب الوافدين كثيرًا، وتسهل لهم عملية الانفتاح التعليمي والاندماج الأكاديمي والاجتماعي، كما أنها تمهد سبل الاتصال والتواصل في البيئة الجديدة.

ياسر أسعد

السنة الأولى المشتركة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA