3 تطبيقات للانتقال نحو بيئة تعليمية بلا ورق

«قود نوتس» و«نوتابيليتي» و«فليكسايل»

يشكل الورق عنصرًا أساسيًا في حياة الأستاذ الأكاديمي وجزءًا من عملية تفاعله مع طلابه، وكثيرًا ما يستهلك الطالب كميات من الورق تنتهي فائدته بمجرد اطلاع الأستاذ عليه، أو بوضع بعض الملاحظات على بعض صفحاته، ولذلك بنهاية الفصل الدراسي عادة أو السنة، يمتلئ مكتب أي أستاذ بأكوام من الورق، الذي يضيع هدرًا. 

 

لا للورق

في الفصل المنصرم «الفصل الأول» قررت مبكرًا أن أستغني عن الورق، وأعلنت ذلك للطلاب، ووضعته مثل التحدي لي، فأعلنت لهم أني لن أستقبل منهم ورقة واحدة، فكل ما سأستقبله منهم مستندات إلكترونية «بي دي إف pdf» أو «وورد Word»، وسوف يأتيهم ردي وملاحظاتي – إذا لزم الأمر - أيضًا بنفس الصيغة.

 

معايير سهلة

وقد كان من معاييري سهولة الاستخدام والعملية، فلا أريد شيئًا يحتاج إلى مهارات معقدة وتدرب على برامج جديدة، وأيضًا أريد شيئًا عمليًا، يحقق أهدافي الأساسية، بأقل جهد ووقت، فكما أن الورق ثمين، فإن الوقت أثمن منه.

 

«Surface Pro»

كنت في البداية أستخدم جهاز «Surface Pro» ذا القلم من مايكروسوفت، وهو على ثقله خيار جيد، خاصة من يتعامل مع مستندات الأوفيس مثل الوورد، واستفدت منه، لكن يعيبه من وجهة نظري - بالإضافة إلى الثقل - ضعف تفاعله مع تطبيقات التواصل الاجتماعي وتطبيقات تحرير المستندات والمذكرات.

 

«iPad Pro»

ثم انتقلت إلى «iPad Pro» مع قلم «أبل» بالنسخة قبل الأخيرة، وحقيقة كان نقلة نوعية في التعامل مع المستندات الإلكترونية، فأولا قلم أبل متميز في الكتابة ولا يكاد يختلف عن القلم العادي، ثانيا يوجد عدد من التطبيقات المتميزة في كتابة الملاحظات وفي التعليق على مستندات البي دي إف، مع مميزات أخرى مثل التقاط الصور والتسجيل ورسم الأشكال والقص واللصق والإدراج وتلوين النصوص، وتحويل الخط اليدوي «الإنجليزي فقط» إلى خط مطبوع.

 

تطبيقات مجانية

ورغم وجود تطبيقات مجانية ملحقة بالجهاز من «آبل» مثل الصفحات «بيجز Pages» و«الملاحظات» إلا أنني جربت عددًا من التطبيقات الأخرى، لافتقاد تطبيقات «آبل» لكثير من المزايا، واقتصارها على الوظائف الأساسية، وأيضًا لتحفظها على الارتباط بالتطبيقات الخارجية.

 

«قود نوتس Goodnotes»

استفدت من ثلاثة تطبيقات رئيسية في هذا المجال:

الأول «قود نوتس Goodnotes»، وهو برنامج بمقابل «37 ريالاً» يدفع مرة واحدة، أي ليس باشتراك، ويهدف هذا التطبيق أن يكون بديلاً إلكترونيًا عن «دفتر المحاضرات» ويمكن وضع أكثر من دفتر في فئة أو مجلد، ويمكن أيضًا تقسيم كل دفتر إلى موضوعات ثم إلى صفحات لا نهاية لها.

وتتوفر في هذا التطبيق الوظائف الأساسية في تطبيقات دفاتر الملاحظات، مثل الأقلام المختلفة بجميع الألوان تقريبًا وخاصية المسح والتحديد ثم التحكم في الجزء المحدد، ويمكن للمستخدم فتح ملف «بي دي إف» ثم إضافة صفحات، وكأنه يضع صفحة دفتر فارغة داخل الكتاب ويمكن الكتابة فيها، وقد خصصته تقريبًا للقراءة والبحث، فإذا أردت بحث موضوع فتحت مجلدًا للموضوع ثم حفظت فيها ما أحتاجه من كتب ومستندات «بي دي إف»، ثم أتعامل معها أفضل مما أتعامل مع الورق، وميزة أخرى في هذا التطبيق وهو أنه يمكن استخدامه سبورة إلكترونية. 

 

«نوتابيليتي Notability»

التطبيق الثاني «نوتابيليتي Notability»، وهو أيضًا برنامج بمقابل «37 ريالاً»، وهو شبيه بتطبيق قود نوتس»، ويتمتع بنفس الخصائص الأساسية، إلا أن واجهته أكثر تنظيمًا، وفيه زيادة خاصية التسجيل الصوتي، ولأن التنظيم في هذا التطبيق أوضح وواجهته أكثر ثباتًا، فقد فتحت فيه مجلدًا لكل مقرر، وفتحت ملفًا لكل طالب في كل مقرر، حيث إن مقررات الدكتوراه يكون عدد الطلاب فيها قليلاً، كما فتحت مجلدًا أسميته «التحكيم»، وفيه ملف لتحكيم الطلاب وآخر لتحكيم الأساتذة، وميزة النوتابيليتي والقودنوتس أيضًا، أنه بمجرد شرائك للتطبيق يتم تنزيله على الآيباد والهاتف الجوال المرتبط بالحساب نفسه. 

 

«فليكسايل Flexcile»

التطبيق الثالث تطبيق «فليكسايل Flexcile»، والنسخة الكاملة منه بمقابل «30 ريالاً» تقريباً، وهو ليس تطبيق ملاحظات في الأساس، لكنه مفيد في التعامل مع ملفات البي دي إف، فهو يتيح لك الكتابة عليها وتلوين الأسطر، ويوجد فيه دفتر مفكرة صغير يمكنك تسجيل ملاحظاتك فيه أو نقل ما تشاء من الملفات التي تقرأها.

وتسجيل الملاحظات يكون بطريقتين، إما عن طريق القلم بألوان وأحجام مختلفة، أو عن طريق لوحة المفاتيح. كما يمكنك إدراج صورة في الملف الذي تقرأه، ويمكن تصنيف المستندات أو الكتب إلى مجلدات والتعامل مع صفحاتها على حدة، وهو من وجهة نظري من أفضل التطبيقات لقراءة ملفات البي دي إف. 

من عيوب تطبيق «فليكسايل» أنه لا يوجد منه نسخة للهاتف الجوال، فلا يمكن الاطلاع على الملفات الموجودة فيه من خلال الجوال، إلا أن تقوم بعمل نسخ احتياطية على أحد المستودعات السحابية وتفتح الملفات منها.

 

توفير الجهد والوقت

كنت في هذا الفصل أستقبل المتطلبات أو المواد المطلوب مراجعتها أو تحكيمها على شكل ملفات «بي دي إف»، ثم من خلال الضغط المباشر عليها أحفظها في المجلد أو القسم الخاص بها، ثم أذهب للتطبيق الذي حوّلت الملف إليه وأتعامل مع الملف كما أتعامل مع الورق، فإذا انتهيت منه أعدت إرساله إلى صاحبه، بمجرد الضغط على علامة «إرسال إلى» واختيار التطبيق المناسب للإرسال، سواء عن طريق البريد أو تطبيقات التواصل الاجتماعي، وقد وفر هذا عليّ جهدًا كبيرًا، كما وفر عليّ الوقت الذي كنت أصرفه في فتح المرفق من الإيميل وحفظه ثم فتحه في الوورد أو قارئ الـ بي دي إف، ثم كتابة التعليقات عليه، ثم حفظه مرة أخرى ثم إنشاء رسالة جديدة وإرفاقه بها، وكثيرًا ما أنسى بأي اسم حفظته، وأين.

 

فصل كامل بلا أوراق

ولا يلزم استخدام هذه تطبيقات الثلاثة جميعها، فأنا استخدمتها فقط لأني وجدتها بمجموعها تلبي احتياجاتي، ويمكن لأي شخص أن يستخدمها بما يناسب احتياجاته، كما يمكن الاكتفاء بأحدها أو اثنين منها فقط.

 هذا هو الفصل الأول لي الذي أنهيه دون استخدام الورق في تدريسي وفي تفاعلي مع الطلاب، فلم أطبع ورقة واحدة، ولم أستلم من الطلاب ورقة واحدة، بل كانت كل المتطلبات تسلم إلكترونيًا، فأكتب ما أريده عليها غالبًا بخط اليد، وأعيدها بأسرع وقت، ومع أني لا أحب عمل الدعاية للتقنية، إلا أنني أظن أن أقلام الكتابة على الأجهزة اللوحية «Stylus Pens» والتطبيقات المرتبطة بها تزيد من فعالية استخدامها للأساتذة والطلاب، وأزعم أنها توفر نسبة كبيرة جدًا من الورق، وربما الوقت.

أ. د. راشد العبدالكريم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA