آفاق أكاديمية

إنجاز مستحق

لم تعد البحوث العلمية الجادة والرصينة في المجال الأكاديمي ترفاً أو وسيلة للترقية وحسب، بل أصبحت مقياساً للتقدم والتميز، ورصيداً معرفياً تراكمياً لأصحابها وللمؤسسات والجهات الأكاديمية أو البحثية التي تحتضنهم، وللإنسانية بشكل عام.
ولقد صدر عن مؤسسة «كلارفيت» للتحليلات البحثية، مؤخراً، تقرير بعنوان ««العلماء الذين يستشهد بهم في عام ٢٠١٨م تحديد أفضل المواهب في العلوم والعلوم الاجتماعية» «Highly Cited Researchers 2018: Identifying Top Talent in Sciences and Social Sciences».
وتعد منهجية هذا التقرير محكمة وصارمة وذات مصداقية، حيث يتم اختيار العلماء والباحثين الذين يستشهد بهم على إنتاجهم البحثي المتميز والذي يكون في قمة ١٪ من المنشور في قاعدة المعلومات للعلوم الشهيرة ذات المصداقية الدولية «Web of Sciences» وفي ٢١ مجالاً.
وقد اكتسحت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة العلماء الذين يستشهد بهم بدون منازع، بعدد بلغ ٢٦٣٤ عالماً، وبنسبة مئوية بلغت ٤٣٪، تبعها في المراتب التسع: المملكة المتحدة، الصين، ألمانيا، أستراليا، هولندا، كندا، فرنسا، سويسرا، أسبانيا.
تمثل هذة الدول العشر مجتمعة حوالي 83 بالمائة من عدد العلماء الذين يستشهد بهم في العالم بأسره، ونتيجة للاستثمار الصيني الهائل في العلوم، فقد شهدت الصين نمواً مذهلاً في العلماء الذين يستشهد بهم، فبلغ ١٢٦٪ بالمائة.
كما حوى التقرير جامعتين سعوديتين، هما جامعة الملك عبدالعزيز بعدد بلغ ٤٣ عالماً، وجامعة الملك سعود بعدد بلغ ٢٩ عالماً من العلماء الذين يستشهد بهم، متفوقة بذلك على العديد من الجامعات العريقة عالميًا، كما يتضح من التقرير المرفق.
وبخصوص الجامعات الأمريكية فقد كان لها نصيب الأسد من قائمة العشر جامعات الأولى كما يذكر التقرير، وقد تربعت جامعة هارفارد العريقة على قمة الهرم.
كما قامت مؤسسة «كلارفيت» وبالتعاون مع الأكاديمية الصينية للعلوم بإصدار تقرير استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى والمعنون باللغة الانجليزية «2018: Research Fronts» والذي يسهل بطريقة شاملة وحرفية الاتجاهات البحثية المستقبلية في مجالات عدة تهم القطاع الصناعي والأكاديمي.
وكذلك تقرير موجز أصدرته المؤسسة نفسها يستعرض السير الذاتية لباحثين وعلماء من الذين يستشهد بهم وتتنبأ لهم المؤسسة بحصولهم على جائزة نوبل في الأعوام القادمة لتميزهم البحثي.
نبارك للوطن هذا الإنجاز ولجامعتينا السعوديتين المتميزتين «جامعة الملك عبدالعزيز» و«جامعة الملك سعود». كما نبارك للعلماء والباحثين في الجامعتين هذا التميز، وندعو لمزيد من العمل والجهد الموجه، سواء في الجامعتين أو في سواهما من جامعات المملكة، حتى تحتل جامعاتنا وعلماؤنا وباحثونا المكانة اللائقة بهم في فضاء الإبداع والتميز.
د. عادل المكينزي
makinzyadel@ksu.edu.sa

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA