الذكاء الاصطناعى يهدد الخصوصية!

حذر باحثون متخصصون مما قد يسببه التطور المذهل في مجال الذكاء الاصطناعي من تهديد محتمل ومباشر للحرية الشخصية والبيانات الخصوصية، مشيرين إلى أن البرامج والتطبيقات الحديثة تثير إعجاب ومتابعة الأفراد والمنظمات، وتسهل أمور المعيشة والتواصل، لكنها في الوقت ذاته تحمل في طياتها تهديداً للبيانات الخاصة والحرية الشخصية.
تقارير عديدة أشارت إلى أن برامج الذكاء الاصطناعي آخذة في التطور والنمو والتركيز ومن المحتمل أن تشمل جميع مناحي الحياة في المستقبل القريب، ورغم أن هدفها الأساسي هو تقديم منافع للأفراد، إلا أنها في الوقت نفسه تضيق المجال على جانب مهم وهو الجانب المتعلق بالبيانات الخصوصية والحرية الشخصية.
وأشارت إلى أن الفرد في ظل التطور المذهل لبرامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سوف يجد نفسه، قريباً، مثل الآلة التي تخضع لمراقبة الكاميرات وأجهزة التوجيه والتحكم عن بعد، وسوف تصبح جميع المعلومات والبيانات المتعلق به مكشوفة ومعروفة، على الأقل لأجهزة الرقابة الحكومية، وربما لغيرها من الجهات.
وأشار تقرير نشره موقع دنماركي إلى مثال واقعي وملموس لذلك التأثير المحتمل، ففى بلدية «جلادساكس» فى كوبنهاجن عاصمة الدنمارك، يتم تجربة نظام يستخدم الذكاء الاصطناعى لتحديد الأطفال المعرضين لخطر الإساءة من جانب أولياء أمورهم، مما يسمح للسلطات بمراقبة العائلات واستهداف خصوصياتها من خلال التدخل المبكر، والذى يمكن أن يؤدى فى النهاية لفصل الأطفال قسرا عن ذويهم.
قد يبدو مثل هذا البرنامج جيدا تماما لدعم حقوق الإنسان الأساسية وحماية الطفل، غير أنه يتيح الوصول إلى المعلومات والبيانات إذ استخدمت الحكومة الدانمركية ثغرة فى قواعد البيانات الرقمية الجديدة فى أوروبا للسماح للسطات العامة باستخدام البيانات المجمعة تحت ذريعة واحدة لأغراض مختلفة.
ويخلص التقرير إلى القول إن هذه التطبيقات والبرامج قد يتم استخدامها واستغلالها من قبل العصابات المنظمة أو أنظمة الحكم سيئة السمعة في مجال حقوق الإنسان مثل الصين ودول الحزب الواحد مثلاً، والتي سوف تجد فيها وسيلة جيدة لتعزيز سيطرتها، ووضع جميع الأفراء تحت عين الرقابة الدائمة.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA