ذكاء اصطناعي يتعقب كرات التنس ويتوقع اتجاه الضربة التالية

يمكن أن تلعب صحة توقعاتك لضربات خصمك في لعبة التنس دورًا مهمًا في تحديد ربحك أو خسارتك، لذا ابتكر باحثون من جامعة كوينزلاند التقنية ذكاء اصطناعيًا بوسعه تحليل قرارات معينة لضربات اللاعب تتيح إمكانية التنبؤ بضرباته اللاحقة.

ويمكن أن يحدث هذا الابتكار تغييرًا في هذه الرياضة ينعكس على اللاعبين والمشجعين،  ويصف الباحثون كيفية ابتكار الذكاء الاصطناعي النفسي الخاص برياضة التنس، وذلك عن طريق دمج العمليات العقلية التي يستخدمها اللاعبون البشريون لتوقع الضربات القادمة، بشبكة عصبية.

وأظهرت دراسات علم الأعصاب السابقة أن خبراء رياضة التنس يستخدمون عند تنبئهم بضربة الخصم التالية، أجزاء من دماغهم مرتبطة بالذكريات المتسلسلة المرتبطة بالتجارب، فضلًا عن الذكريات الدلالية المرتبطة بالمعرفة والمفاهيم. وزود الفريق ذكاءه الاصطناعي الجديد بهذه المعلومات وأطلق عليه اختصارًا اسم «إم إس إس- جان».

واستخدم الباحثون البيانات المرتبطة بنحو 8,780 ضربة صدها لاعبو تنس محترفين هم «رافائيل نادال» و«روجر فيديرير» و«نوفاك دجوكوفك» خلال بطولة أستراليا المفتوحة والمنفردة للرجال في العام 2012، لتدريب الذكاء الاصطناعي المصمم لرياضة التنس واختباره والتحقق من نتائجه. وسجل نظام تعقب الكرة «هاوك- آي» البيانات كافة ابتداءً من مسار الكرة وسرعتها وزاوية انطلاقها وصولًا إلى حركات قدمي اللاعب.

وبعد تدريب النظام على نحو 70% من البيانات المتاحة، أجرى الفريق اختبارًا بالاعتماد على نحو 25% فقط من البيانات لتحري قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بنوع الضربة المقبلة وموقعها. وكان النظام قادرًا بالنتيجة على التنبؤ بنوع الضربة؛ رابحة كانت أم مخطئة بدقة تتراوح نسبتها بين 82 و 89%، وبموقع الكرة بمعدل 0.93 متر.

ودرب الفريق بعد ذلك النظام ذاته واختبره بعد تزويده بمجموعة أصغر من البيانات التي جمعت من الضربات التي أداها أربعة لاعبين آخرين في البطولة، ليتوصلوا إلى أن أداء الذكاء الاصطناعي لم يتغير تغيرًا ملحوظًا، بل كان أداؤه في مستوى مماثل تقريبًا، ما يدل على أن 

النظام يمكن أن يكون فعالّاً حتى في حالات نقص البيانات.

ويتطلع الباحثون إلى مستقبل يمكن فيه لمنظومة كمنظومتهم أن تزود الكاميرات التي تصور مباراة التنس بنظام ذكاء اصطناعي يتيح إمكانية توقع الضربة التالية للاعب وتعقب مجريات المباراة بطريقة أكثر إثارة للمشجعين. ويمكن للمدربين أيضًا استخدام هذا النوع من الذكاء الاصطناعي لتدريب اللاعبين على مبارياتهم المقبلة، في محاولة الدخول إلى عقل الخصم قبل مواجهته في الملعب.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA