الخريجون.. ثروة الجامعات المهدرة

تمثل المرحلة الجامعية من أهم محطات الحياة لكل طالب، ففيها تلقى العلم وأقام صداقات وخاض تجارب وعاش ما يزيد عن الأربع سنوات لتبقى محطة ذكريات بحلوها ومرها لا يمكن أن تنسى.
هذه العلاقة والذكريات  الجميلة للأسف لم تحظ باهتمام كافٍ في المرحلة الماضية ولم تكن هناك آلية لعلاقة مستدامة بين طرفي المعادلة الطالب والجامعة.. بل كان استلام الطالب لشهادة التخرج إعلان انفصال تام عن عالم الجامعة.
وهو ما دعا بعض الخريجين أن يبقوا على خيط رفيع باجتهاد منهم عبر إقامة لقاء دوري مع زملاء الدفعة في محاولة لإبقاء على جذوة هذه العلاقة الإنسانية في المجتمع الجامعي، بينما انقطع الاتصال والتواصل مع الجامعة أساتذة وخدمات.
وقد سعدت بلقاء د.أنس الشعلان  المشرف على مركز الخريجين بالجامعة، حيث افتتح المركز من قبل مدير الجامعة لانطلاقة نحو إعادة الاهتمام بأبناء الجامعة الخريجين في محاولة جادة لإقامة علاقة مستدامة تعزز الولاء والانتماء لهذا الصرح الأكاديمي.
 وهذا دعاني لاستكشاف تجارب على مستوى الكليات والأقسام التي حاولت أن تحيي العلاقة عبر برامج مع خريجيها، فكانت سعادتي غامرة بمبادرة مميزة لكلية الهندسة تعبر عن الوفاء والاهتمام بين الكلية وخريجيها منذ أول دفعة..
وكان حرصي على زيارة كلية الهندسة والاطلاع على تجربتهم الممتدة في خدمة الخريجين، حيث التقيت أ.د. مساعد العواد وكيل الكلية الذي أكد أن الكلية تسعى جاهدة إلى مد جسور التواصل وتعزيز الولاء والانتماء وبناء علاقة مستدامة لمن عاش بين جنبات كلية الهندسة أجمل أيام حياته.
وأوضح العواد أن أي هدف يتطلب تحقيقه جملة من الوسائل والأنشطة والبرامج، وهو ما دأبت على طرحه الكلية، فهي تولي طلابها الخريجين منذ إنشائها أهمية خاصة عبر لقاءات دورية يحضرها بحماس خريجو الكلية، إضافة إلى حفلات خاصة ينظمها الخريجون سنويًا ويحضرها مسؤولو الكلية.. مشيرًا ألى أن ما تشهده الكلية من تفاعل هو نتيجة جهود زملاء سبقوا في بناء جسور التواصل حرصًا على توارث الخبرات بين قدامى الخريجين الذين خاضوا تجربة الحياة وخبروا دروبها مع زملائهم الجدد بما يساعدهم في التعرف على طبيعة التجربة العملية وشروط نجاحها من أفواه الخبراء من أهل التخصص..
ولم تقف جهود الوحدة عند تنشيط العلاقة بل تعدته إلى المساهمة في تيسير توظيف الخريجين عبر إتاحة المجال للشركات والمؤسسات الراغبة في توظيف الكوادر السعودية الشابة من خريجي لكلية، حيث يتوفر في موقع الوحدة رابط لتقديم أبناء الكلية سيرهم الذاتية بطريقة تسهل عملية التظيف، وهو من أهم مستهدفات الكلية وأحد معايير نجاح العملية الأكاديمية.
أخيرًا.. فإن خريجي الجامعة اليوم لديهم من الخبرات والإمكانات ما يجعلهم خبراء ومستشارين تستعين بهم الجامعة أو كلياتهم  في تطوير قدراتها وإمكاناتها. ولعلي أختم بأن الجامعة تطرح جائزة الخريج المتميز ممن حققوا إنجازًا في إحدى مجالات المعرفة أو المهن المختلفة.. والحاجة إلى إحصائيات ترصد حجم وتخصصات  ونوعيات الخريجين.. وهو ما يمثل ثروة هائلة لجامعتنا.. ومن أشكال التواصل إصدار نشرة خاصة بهم ترسل لهم إلكترونيًا..توافيهم بأخبار زملائهم..كما يمكن توفير بطاقات  باسم األئك الخريجين تمنحهم بعض الامتيازات لقاء اشتراك سنوي.. ومن تلك الامتيازات المواقف والمكتبة.. وغيرها.. وبلا شك انطلاق فعالية مثل حفل كبير يضم أبرز شخصيات  الخريجين من الجامعة من وزراء ومسؤولين ورجال أعمال.. سيكون إضافة نوعية للجامعة والمجتمع.. ويعكس الثقل الحقيقي لجامعتنا الأم.
د. عادل المكينزي
makinzyadel@ksu.edu.sa

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA