فرص عديدة للتقدم المهني في القطاع السياحي

لم يعُد خافياً أن السياحة تُمثِّل قطاعاً اقتصاديّا مهماً؛ لقدرتها على ضخ العملات الصعبة، وجذب الاستثمارات الأجنبيّة، وتوفير عدد لا يُستهان به من فرص العمل، فهي بذلك صناعة استراتيجية تُراهن عليها مختلف البلدان، وتتألف من كثير من القطاعات الرئيسة، مثل: النقل، والإقامة، والمطاعم، والتسوق، وترتيبات السفر، وأنشطة السائحين لأغراض تاريخية، وثقافية، ورياضية، وترفيهية، وأنشطة أخرى مماثلة، وهذا كله يتطلب أفراداً مؤهلين لتقديم هذه الخدمات يتسمون بالعلم والمهارة والذكاء.

لقد استوعبت صناعة السياحة مزيداً من النمو المتسارع خلال العقدين الأخيرين، حيث باتت تشكل 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وارتفع عدد السياح الدوليين من 25 مليون سائح في عام 1950 إلى 1.235 مليار سائح عام 2016، ويُتوقع أن يصل العدد إلى 1.8 مليار سائح بحلول عام 2030.

كما أن صناعة السياحة مصدر مهم للتوظيف، فهي تُشكل وظيفة واحدة من بين كل 10 وظائف حول العالم، حيث وفرت أكثر من 107 ملايين وظيفة عالمياً في عام 2015، وتوقع تقرير منظمة السياحة العالمية أن قطاع السياحة سيُتيح بحلول عام 2025 أكثر من 130 مليون وظيفة، وهو ما يمثل نمواً رهيباً للوظائف التي توفرها صناعة السياحة، وتُبشر بمتابعة التقدم المهني والوظيفي في المجالات السياحية المختلفة.

وما الأرقام التي نسمعها اليوم في الإحصائيات الصادرة عن بعض البلدان من إيرادات سياحية وعدد المشروعات الاستثمارية في مجالات السياحة، وما ينتج عنها من توفير آلاف من فرص العمل الجديدة، إلّا دليل على أهمية قطاع السياحة من جهة، واهتمام المستثمرين في توجيه استثماراتهم نحو المشروعات السياحية المحققة حتماً لأرباح طائلة من جهة أخرى.

تعقيباً على كل ذلك، فإن صناعة السياحة تتسم بكثافة العمل، وهي بحاجة الى أفراد يستمتعون بعملهم، ويقومون بإعداد أنفسهم، وصقل طاقاتهم، وامتلاكهم للمهارات الكافية في التعامل مع الآخرين من أجل تقديم مستوى مميز من الخدمات، وسيجدون أنفسهم ذات يوم يعتلون أعلى مراتب النجاح في مستقبلهم المهني.

من هنا كان لابد من توفير كوادر مؤهلة يُعَوّل عليها تفعيل دور القطاع السياحي، وتُعلّق عليها الآمال في إحداث صناعة سياحية بالمعنى الحقيقي وفق استراتيجيات وخطط مدروسة تضمن مساهمة هذا القطاع الواعد وبفاعلية في زيادة الدخل ورفد الاقتصاد الوطني. 

وهذا يقودنا إلى ما تقوم به كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود التي أُنشئت في عام 2005م؛ استجابة لمتطلبات الخطة الوطنية للتنمية السياحية في المملكة؛ وذلك لتخريج كوادر وطنية مؤهلة ذات كفاءة علمية، وخبرة واسعة للعمل في المجالات السياحية، حتى أصبحت من الكليات الرائدة في مجال التعليم السياحي، ولما تتميز به من وجود قاعدة عريضة من الكوادر العلمية المتخصصة، والباحثين، والكراسي البحثية التي تقوم بأعمال ومهام تخصصية طبقاً لمتطلبات واحتياجات تخصصات الكلية المختلفة، ودمتم طيبين.

د. ياسر هاشم الهياجي

yasseralhiagi@gmail.com

كلية السياحة والآثار

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA