العمل مع التلاميذ ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه

يعد العمل الجاد والجهد المضاعف والمهارة الاستثنائية مع ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه أمراً ليس بالسهل, ويقترن ذلك الجهد بالأمانة والإخلاص في أداء العمل, وعندما يجد المعلم التربوي المختص توازناً نفسياً وحافزاً ذاتياً وحباً في أداء المهنة يصبح الناتج فعالاً.

تختلف تجارب معلمي تلاميذ فرط الحركة وتشتت الانتباه بتفاصيلها، لكنها تتشابه في كثير من المعاني والمشاعر التي ترافقهم خلال حياتهم المهنية التي تحمل لهم الكثير من المفاجآت والأحداث المثيرة.

من تجربتي كمعلم تربية خاصة، فقد تعاملت مع تلاميذ فرط الحركة وتشتت الانتباه، واكتشفت أن العامل الأول للوصول لتحقيق الأهداف المرجوة هو أن يفهم المعلم خصائص وصفات التلاميذ بشكل عام وخاص، ويساعده على ذلك الملاحظة المستمرة مع التدقيق بأهم التفاصيل، ثم بعد ذلك يأتي العمل بشكل منظم, حيث وجدت تحديات مختلفة مع كل تلميذ بحد ذاته، وأدركت أن المهمة ليست بالسهلة، فكل تلميذ منهم يعتبر حالة فردية مستقلة لها خططها التربوية الخاصة بها.

من المعروف أن إزالة السلوك غير المرغوب فيه تستغرق وقتاً طويلاً، خاصة عندما لا يكون هناك متابعة من الأهل للبرنامج التربوي المناسب للتلميذ، كما أن ما يزيد الأمر صعوبة هو إلحاح ولي أمر التلميذ على سرعة الوصول إلى النتائج التربوية للتلميذ بشكل سريع دون التعاون وفهم متطلبات التدريس.

من أجل نجاح عملية التدريس لتلاميذ فرط الحركة وتشتت الانتباه هناك طرق تسهل عليك أخي المعلم، وهي: تمهيد وترتيب بيئة الصف بشكل متناسق وجذاب, ثم إرسال خطاب وإشعار بموافقة ولي الأمر على انضمام ابنه لبرنامج فرط الحركة وتشتت الانتباه بالمدرسة, وبناء جدول للحصص وجدول للأنشطة الصفية واللاصفية.

يلي ذلك وضع أسئلة واستفسارات عن الطالب تجيب عليها الأسرة لضمها للأهداف العامة, وتدوين الملاحظات الإيجابية والسلبية على التلميذ بشكل دقيق, ثم تقييم الأداء الوظيفي للتلميذ بمقياس فرط الحركة وتشتت الانتباه «للمعلم» لتحديد ما وصل إليه مستوى تعليم التلميذ.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، فهناك أهمية الرجوع لملف التلميذ الرسمي لمعرفة المعلومات والبيانات ونوع ومدة التشخيص, ثم التعاون مع معلم الصف والعمل معه لمعرفة استراتيجيات التعامل مع تلاميذ فرط الحركة وتشتت الانتباه، حتى يستطيع معلم الصف مراعاة ظروف التلميذ داخل الصف, ومع ذلك لا يغيب معلم فرط الحركة وتشتت الانتباه عن التلميذ وهو داخل صفه بل عليه متابعته مع معلم الصف ومدى نجاح تعلمه للمهارات الأكاديمية.

بناءً على ما سبق يتم وضع أهداف طويلة المدى بخطة تربوية فردية تعليمية، وعلى نهج ذلك تفصيل الهدف طويل المدى إلى أهداف قصيرة المدى للتدريس الأسبوعي, وفي حالة احتياج التلميذ لخطة تعديل السلوك يتم بناؤها وفق احتياجه مع المتابعة المستمرة, وفي نهاية الفصل الدراسي يتم تقييم الطالب بناء على ما تم تدريسه في استمارة يحتفظ بها معلم فرط الحركة وتشتت الانتباه.

حسن محمد المرير

كلية التربية- دراسات عليا

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA