من المفتش إلى المشرف التربوي.. هل اختلفت الأدوار؟

 

 

منذ تأسيس وزارة المعارف عام 1373هـ حصل تطور في الإشراف التربوي من خلال مراحله وكذلك اختلاف المسميات في دور القائم على العملية الإشرافية، ابتداءً من المفتش إلى أن استقر المسمى على «المشرف التربوي»، ومع كل تلك التطورات التي أحدثتها وزارة المعارف «وزارة التعليم حالياً» في المسميات، هل تطور تأثيره على الميدان التعليمي كما هو الحال في تطور مسمياته أم أنه لا يزال يمارس نفس الأدوار رغم اختلاف المسميات!

لقد أجريت الكثير من البحوث والدراسات واستهدفت واقع وتطوير الممارسات والأساليب الإشرفية للمشرف التربوي، والصعوبات والمعوقات في أدوراه المنوطة به في الميدان التربوي، وكان هناك تفاوت في النتائج وكثير من التوصيات في تطوير دوره الفعال في الميدان التربوي، وهذا يدل على أنه لازال في مرحلة التطور ويحتاج إلى قياس الأثر التربوي له في الميدان التعليمي لكي نحدد مدى التغييرات التي أحدثها في الجانب التربوي.

يمر الإشراف التربوي حالياً بمرحلة تجديد منذ أن تسلم وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ مهام الوزارة، حيث أكد على أهمية المشرف التربوي في الميدان ودوره وتركيزه على ما يدور داخل حجرة الصف وربط ذلك بمستويات الطلاب، ونستنتج من حديث الوزير أن دور الرقابة الذي ما زال ملاصقاً له منذ أن كان مفتشاً، يجب أن يتخلى عنه ويتحول إلى نموذج وقدوة تعليمية يحتذى به من قبل المعلمين، وبالتالي ينعكس على مستوى التحصيل لدى طلابنا.

فالمعلم في حجرة الصف لا يحتاج إلى تقييم ولا دور رقابي موجه له من قبل المشرف التربوي لتحقيق الأهداف التربوية، وإنما يحتاج إلى معلم قدوة ونموذج مساند له في رفع كفاءته المهنية، ولعل أبرز النماذج العالمية في جودة التعليم دولة فنلندا، حيث احتلت المركز الأول منذ ثلاث سنوات في جودة التعليم، ومن خلال المعايشة في الوسط التعليمي في دولة فنلندا من خلال برنامج خبرات، وجدت أنه لا يوجد مسمى مشرف تربوي في التعليم الفنلندي ويعتبر المعلم هو القدوة والنموذج ولا يحتاج إلى دور رقابي موجه له بشكل مباشر، ويرتبط أداء المعلم بمستوى طلابه من خلال تقييم الطالب لنفسه وكذلك تقييم ولي الأمر  للطالب وكذلك تقييم المعلم للطالب ولنفسه، وجميع تلك التقييمات ليست بمعزل عن الأخرى، إذ يعتبر فشل الطالب في تحصليه الدراسي هو بالتالي فشل في عدم تلبية احتياجات الطالب التعليمية من قبل المدرسة والمعلم.

لذلك لا يجب أن نكتفي فقط بتقييم المشرف التربوي للمعلم من ناحية تحصيل الطلاب الدراسي، وإنما المشرف التربوي شريك للمعلم في الناتج التعليمي، ولضبط الأدوار لابد أن يقيم المعلم المشرف التربوي بالإضافة لتقييم ولي الأمر وتقييم الطالب لكي نضمن جودة التعليم وتحقيق أهداف الإشراف التربوي المنشودة، وكذلك أن نوجه بعض الدراسات والبحوث في الإشراف التربوي إلى معرفة الأثر أو نواتج التحصيل الدراسي من خلال الطالب وليس فقط المعلم, فتأثير الدور الذي يقوم به المشرف التربوي لا يحتاج إلى تغيير في المسمى ولا تغيير في الدور المنوط له، وإنما إدراكه لأهمية أن ما يملكه من خبرات ومهارات فنية وواقع تأثيرها في حجرة الصف هي الغاية المنشودة في دوره ومسماه.

 

عبدالله حمود الرويشد

قسم الإدارة التربوية - طالب دكتوراه

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA