الجاذبية العكسية بين الواقع والخيال

 

 

 

هناك مفهوة جديد يكثر تداوله وتكراره في أفلام الخيال العلمي ولا سيما في سياق دفع المركبات الفضائية، هو مفهوم «الجاذبية المضادة» أو «الجاذبية العكسية» ومن الأمثلة على ذلك مادة الكافوريت «Cavorite» كما في فيلم «الرجال الأوائل على القمر» The First Men in the Moon، فهل ذلك صحيح علمياً وهل يمكن تطبيقها على أرض الواقع؟

نبدأ مع محاولة تعريفها علمياً؛ فهي نظرية خلق مكان أو موضع خالٍ من قوة الجاذبية، ولم يحدث ذلك الرجوع في الجاذبية بسبب نقص الوزن تحت تأثير الجاذبية في حالة السقوط الحر أو في مدار، أو بسبب تحقيق التوازن بين قوة الجاذبية مع بعض القوى الأخرى، مثل الكهرومغناطيسية أو الرفع الهوائي.

كما أن مصطلح  «مضاد الجاذبية» يستخدم للإشارة إلى المركبات والأجهزة التي تبدو للوهلة الأولى وكأنها تعكس قوة الجاذبية على الرغم من أنها تعمل من خلال وسائل أخرى، مثل الطائرات ذات الدفع الأيوني، والتي تطير عن طريق تحريك الهواء باستخدام مجالات كهرومغناطيسية.

وتظهر ظواهر مشابهة في العديد من دول العالم نتيجة لوجود التلال المغناطيسية، وفي المملكة العربية السعودية تظهر هذه الظاهرة في منطقة البيضاء في المدينة المنورة والمعروفة بين عامة الناس بـ «وادي الجن»، حيث نعتقد أن المركبات تتحرك أو تتدفق المياه بعكس إتجاه الجاذبية كنتيجة للوهم البصري، فالأشياء لا تتحرك أبداً صعودًا، بل تنزلق نزولاً وقد أثبت العالم Sarfraz Khan ذلك تجريباً من خلال دراسته للمنطقة.

بالإضافة إلى ما سبق فإن علماء فيزياء الكم افترضوا وجود جسيمات تسمى الثقلون أو الجرافيتونات «gravitons»، وهي جسيمات أولية عديمة الكتلة الحاملة لقوة الجاذبية، ولكن تظل إمكانية إنشائها أو تدميرها غير واضحة. 

ورغم الدور الذي لعبه قانون الجذب العام لنيوتن في تفسير الجاذبية، فقد كان يتعامل معها كقوة خارجية تنتقل عن طريق وسائل غير معروفة، ولكن ذلك تغير في مطلع القرن العشرين، فنموذج نيوتن تم استبداله بنظرية النسبية العامة لآينيشتاين، حيث افترض أن الجاذبية ليست قوة ولكنها نتيجة لهندسة الزمكان، وبالتالي طبقاً للنظرية النسبية، فإن تطبيق فكرة إنشاء مجال غير جاذبي مستحيل إلا في ظل ظروف مفتعلة.

 

أحمد خضير

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA