لا سعادة دائمة ولا شقاء مع الأمل

اختلف الفلاسفة في مفهوم السعادة وفي الأشياء التي تجعل الإنسان سعيداً في حياته، ومن أبرز وأشهر آراء الفلاسفة في هذا المجال ما يلي:
- الفيلسوف اليوناني أرسطو قال: السعادة لذة، ولها ارتباط وثيق باللذة التي لا وجود للألم والإزعاج فيها.
- الفيلسوف الإيطالي توما الإكويني يرى أن السعادة البشرية التامة لا تتحقق إلا عند قدرة الإنسان على معرفة جوهر الكون.
- السعادة عند الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا كما ذكرها في كتابه «الأخلاق» تعني الغبطة والفرح التي نشعر بها وندركها عند تحررنا من الخرافات والأهواء.
- الفارابي ذكر السعادة ووصفها بأنها أعظم الخيرات التي قد ينعم بها الإنسان وتتحقق بالاطمئنان الداخلي والرضا الخازجي.
- الإمام الغزالي يرى أن معرفة الله عز وجل هي أساس السعادة واللذة عند الإنسان، وفصل الحديث عن اللذة، وقسَّمها إلى لذة العين بالصور الحسنة، ولذة الأذن بسماع الأصوات الطيبة، ولذة القلب في معرفة الله تعالى، فكلّما كان القلب قريباً من ربه كان مخلوقاً سعيداً.
- أما الفيلسوف الفرنسي آلان باديو فيرى أن الإنسان يكون سعيداً عندما يتمسك بالرغبة في الفلسفة؛ وذلك يجعله قادراً على التّمييز بين السعادة الحقيقية وسعادة إشباع الرغبات، وحتى تكون سعيداً لا بد أن تكون راغباً في تغيير العالم، فيرى باديو أن السعادة الحقيقية تكمن في متعة المستحيل.
- عالم الاجتماع البولندي زيغمونت باومان تحدث عن السعادة فوصفها بأنها كِفاح وليست مكافأة، كما أنّها ليست فرحاً دائماً.
- وختاماً أجريت دراسة على مجموعة من الناس السعداء في حياتهم لمعرفة الفرق بينهم وين الناس العاديين، وتم خلالها الكشف عن أن الإنسان السعيد يشعر بنفس المشاعر السلبية التي يشعر بها الإنسان التعيس؛ إلا أن الفرق الوحيد هو أن الإنسان السعيد يتعافى بشكل أسرع من مشاعره السلبية؛ لأنه قام يتطوير مناعة لنفسه ضد تلك المشاعر، لهذا فالسعادة ليست دائمة، ولا يوجد إنسان سعيد طوال حياته.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA