علاقة الفلسفة بالعلوم الطبية

هناك لبس في فهم العلاقة بين الفلسفة والعلوم الطبية أو التطبيقية، بل حتى في علاقة الفلسفة بالتربية والتعليم بشكل عام، وكانت ولا تزال «فلسفة التربية والتعلم العام الصحي» - «Philosophy and Philosophy of Education and Health Education» من العبارات الجدلية عبر التاريخ.

وفي الوقت الذي تحتل هذه العبارات مكانة رفيعة في العالم المتقدم وصلت إلى درجة كونها أهم معيار لضمان الجودة، نلاحظ أنه لا مكانة لها محليًا وعربيًا، بل إن الكثير لازال يربطها بمفهومها السائد ما قبل العصور الوسطى على أنها مجرد ثرثرة أو كلام فارغ.

من هذا المنطلق كلفني المحاضر عيسى بن علي الجوحلي المتخصص في التعليم الصحي بقسم علوم صحة المجتمع بمهمة الكشف عن مكانة الفلسفة ومرادفاتها في كلية العلوم الطبية التطبيقية، وهي مهمة ليست سهلة فقد أفاد المحاضر أنه كلف العديد من الطلاب خلال دفعات عديدة سابقة ولكن لم يكتشفها إلا القليل وبعد تلميحات. 

وقد قضيت وقتاً في البحث والتأمل وكانت المفاجأة أنني لم أجد عبارة «فلسفة Philosophy» نصًا إلا في مكان واحد ليس تابعاً للكلية، إنه مقر قهوة «د. كيف» فقط!! بينما في الكلية وأقسامها توجد كثير من مرادفات ومكونات الفلسفة وأهمها «الرؤيا، الرسالة، القيم، الأخلاق» وغيرها.

ومن خلال مناقشتي مع المحاضر والزملاء، خلصنا إلى الاعتقاد بأن هذا الأمر ينطبق على كل أو معظم كليات الجامعة، وربما كل الجامعات الوطنية الخاصة والحكومية، وهو أمر ذو أهمية خاصة ويتطلب مزيداً من البحوث والتوعية ورفع الوعي تجاه المعاني والمفاهيم الحقيقية للفلسفة العلمية وفلسفات التربية والتعليم ونظرياتها العلمية وأهمية تطبيقها لضمان الجودة.   

فيصل بن سلّوم

تعليم صحي

كلية العلوم الطبية التطبيقية