فوائد كسر الروتين

 

 

مع فوضى الحياة اليومية يصبح الروتين مفيداً ومريحاً في المساعدة على ترتيب وتبسيط جداولنا المزدحمة، ولكن بين الحين والآخر نشعر بالممل وبعدم رغبتنا القيام بأبسط الأمور نظراً لتعوُدِنا عليها.

قد يكون الروتين مريحًا في بعض الأحيان، إلا أنه يُضر ويمكن أن يتسبب بالتأثير سلباً على الطاقة الإبداعية الكامنة لدينا، ومع مرور الوقت، يتأصل ويصعب كسره، فعندما يكون هناك تغيير وشيك، غالباً ما يدبّ عنصرا الخوف والهلع داخلنا لأننا نشعر بأن الروتين أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا ولا نستطيع الابتعاد عنه والالتزام به.

يمكن أن يكون الخروج عن روتينك اليومي طريقة فعالة لتجديد نمط الحياة، وكذلك فتح أفكار جديدة، سواءً على المستوى الشخصي أو المهني، فعندما تجد ذهنك يتشتت بعد فترة من العمل المتواصل الشاق، لا تقلق وكن مطمئناً لأنها ظاهرة طبيعية، ولكن كُن حذراً من الاستمرار في ذلك، فالمواصلة في مثل هذه الحالات قد يؤثر سلباً عليك من جميع النواحي البدنية والنفسية والاجتماعية.

إن تغيير نمط الحياة يساعد على زيادة فاعلية الدماغ ويسمح لك بالاحتفاظ بالمزيد من المعلومات، أحياناً، تحتاج إلى الرجوع خطوة إلى الوراء لاكتشاف ما يناسبك جيداً ثم إعادة تقييمه مرة أخرى.

يمكن أن يكون كسر الروتين المعتاد عليه طريقة قوية لتحفيز التفكير الجديد وكسر العادات السيئة والتكيف بشكل أفضل مع نمط التغيير للأفضل، حاول التركيز على الجوانب الإيجابية لحياتك، ابتعد عن كل ما يُؤثر عليك سلباً، كُن متفائلاً ولا تدع أي شيء يحول بينك وبين أفكارك السعيدة.

حاول أن تتجنب استخدام الجوالات والساعات الذكية والإنترنت لفترة من الوقت خلال اليوم، وعوضاً عن ذلك جرّب الجلوس في مقهى لقراءة كتاب أو تصفح جريدة أو مارس رياضة المشي، أعد اكتشاف الحياة وكل الأشياء التي تقدمها بعيداً عن استخدام التكنولوجيا.

إذا كنت لا تتحمل المخاطرة، فاحتمالية أنك لن تفعل أي شيء مثير هي عالية جداً، عليك تجربة واستكشاف أشياء جديدة طوال الوقت. غالباً ما تنجذب العقول البشرية نحو ما هو مألوف، وعادةً ما تحدث نصف سلوكياتنا اليومية في نفس الوقت والمكان.

حاول قضاء بعض من الوقت والقيام بأمور جديدة لم تقُم بها مسبقاً، فهذا يساعد على تغيير السلوك ويعزز على البدء بخلق تحولات إيجابية جديدة، كن شجاعاً وجرب أشياء جديدة، قُم بأخذ استراحة للحصول على بعض المرح والاستمتاع بعمل شيء تستمتع به يجعلك شخصاً أفضل.

في نهاية اليوم، لا تنسى أولوياتك المتمثلة بك أنت وعائلتك وصحتك وسعادتك عموماً، ختاماً، امرح واستمتع بكل لحظة في يومك واكسر نمطك التقليدي، إذا كنت تعتقد أن المغامرة خطيرة، فإن الروتين قاتل.

د. سطام عبدالكريم المدني

كلية العلوم ـ قسم الجيولوجيا والجيوفيزيا

@SattamMadani

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA