الاستخبارات التنافسية مفهوم جديد لدى القطاع الخاص

الاستخبارات التنافسية competitive intelligence مفهوم جديد تستخدمه المؤسسات لتعزيز أوضاعها السوقية مع ازدياد حدة المنافسة، وتقوم المؤسسات في إطار هذا المفهوم باستخدام الأساليب الاستخباراتية لتحديد وتجميع وتحليل وتوزيع المعلومات التنافسية التي تخص المنتجات المنافسة والعملاء والمنافسين - وأي جانب آخر من جوانب بيئة العمل -  بحيث توفر المعلومات التي تدعم الرؤساء التنفيذيين والمدراء في اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تواجه بها ما يعترضها من فجوات تنافسية.

وهي تتضمن إجراء البحوث في الجوانب الأخلاقية والقانونية وجمع المعلومات من المصادر المختلفة مثل مواقع التواصل الاجتماعي التي تخص المنافسين لمعرفة ما قد تكشفه من توقيتات إطلاق المنتجات المنافسة، أو معرفة معلومات متعلقة بمنتج جديد أو خدمة لم يتم تقديمها بعد. كما تتضمن أعمال التجسس بما تنطوي عليه من أنشطة غير قانونية أو لا أخلاقية، مثل اختراق نظام كمبيوتر منافس أو دفع رشاوى لموظفين في المؤسسات المنافسة للحصول على معلومات سرية.

وغالبًا ما تلجأ المؤسسات الصغيرة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية التنافسية من خلال البحث في محتوى الإنترنت أو من خلال التحدث إلى الأشخاص في المؤسسات المنافسة ثم تحليل هذه المعلومات للحصول على مكنوناتها، حيث يمكنها من مواقع المؤسسات المنافسة على الإنترنت- التعرف على الجمهور المستهدف أو التحولات في الاستراتيجية أو أسعار المنتجات أو فوائدها ومميزاتها أو غير ذلك. كما يمكنها معرفة بيانات عن المنتجات الجديدة أو عن رؤساء ومديري المؤسسات المنافسة أو أخبار التوسع فيها وذلك مما تصدره من بيانات صحفية.

وتعتبر إعلانات الوظائف عبر الإنترنت، مصدراً آخر من مصادر المعلومات التنافسية، حيث إنها تكشف عن أنواع الوظائف الشاغرة أو عددها، أو عن الجهود المبذولة من أجل تطوير منتج جديد أو فتح مجال جديد للأعمال.

كما يمكن جمع المعلومات التنافسية من خلال التحدث إلى أشخاص داخل المؤسسة المستهدفة أو خارجها، سواء بطريقة مباشرة مثل السؤال عن منتج معين، أو غير مباشرة مثل السؤال عن الرأي في ما يحدث في مجال الأعمال المشتركة. 

والأشخاص الذين يمكن لمؤسسةٍ ما أن تحصل منهم على معلومات تنافسية هم مندوبو المبيعات العاملون لديها، فهم يحصلون على تلك المعلومات من عملاء المؤسسة الذين يقابلونهم، والذين يقومون – عن قصد أو غير قصد-  بمشاركة المعلومات التي حصلوا عليها حول المنتجات أو الخدمات التنافسية، أو الموظفون الذين يحضرون المؤتمرات في مجال عمل المؤسسة ويستمعون إلى تفصيلات مهمة سواء من المحاضرين أو من نظرائهم في المؤسسات المنافسة.

إن مفتاح الاستخبارات التنافسية يكمن في كلمة «الاستخبارات»، فالمعلومات التي يتم جمعها سواء بصورة رسمية أو غير رسمية، لن تساعد المؤسسة ما لم يتم تحليلها بدقة وعناية، فعندها فقط يكون لها قيمة تمكن المؤسسة من تحقيق ميزات تنافسية واتخاذ قرارات استباقية.

وتحتاج الاستخبارات التنافسية إلى وجود نوع مختلف من القيادات الإدارية التي تعتبر أن اقتناص المعلومات وتحليلها هو أهم الموارد التي ينبغي أن تعتمد عليها الإدارة الحديثة. فنتائج هذا التحليل يتم إتاحتها للمستويات الإدارية العليا بصورة فورية، فتستجيب بإصدار القرارات والتوجيهات المباشرة للمستويات الإدارية المختلفة، وهذه السرعة في إتاحة المعلومات والاستجابة الفورية لمتغيرات السوق أصبحت هي سمة عصر العولمة، وأساس التنافسية بين الشركات.

أ. د. جبريل بن حسن العريشي

أستاذ علم المعلومات

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA