على أعتاب عصر جليدي قادم

زاوية: جيولوجيات

 

 

 

 

قبل عدة قرون مرت الكرة الأرضية بفترة جليدية معتدلة، أطلق عليها اسم «العصر الجليدي الصغير» تزامن جزء منه مع فترة من النشاط الشمسي المنخفض أطلق عليها اسم «Maunder Minimum» سميت على اسم عالم الفلك إدوارد ماندر، فهل من الممكن أننا متجهون إلى «ميندر مينيموم» آخر «عصر جليدي»!

يظهر النشاط الشمسي حاليًا اتجاه تبريد طويل الأجل، فقد شهد عام 2009 إنتاج الطاقة الشمسية عند أدنى مستوى له منذ أكثر من قرن، ومع ذلك، فإن التنبؤ بالنشاط الشمسي في المستقبل غير دقيق ويصعب التنبؤ به.

دعونا نقول إن الشمس تدخل بداية فترة العصر الجليدي في القرن الواحد والعشرين، ما هو تأثير ذلك على مناخ الأرض؟

إن انخفاض درجة الحرارة من الشمس ضئيل مقارنة بزيادة الحرارة من غازات الاحتباس الحراري التي يصنعها الإنسان مثل السيارات والمصانع، ويقدر التبريد من الطاقة الشمسية المنخفضة في حوالي 0.1 درجة مئوية مع أقصى قيمة ممكنة من 0.3 درجة مئوية، في حين أن ارتفاع درجة حرارة غازات الاحتباس الحراري سيكون حوالي 3.7 درجة مئوية إلى 4.5 درجة مئوية، وهذا يتوقف على كمية ثاني أكسيد الكربون التي نصدرها طوال هذا العصر.

ومع ذلك، فقد شهد مناخنا تغيرًا أكثر قوة من العصر الجليدي الصغير، إذ عانى الكوكب على مدار 400 ألف سنة مضت، من ظروف العصر الجليدي، تتخللها كل 100 ألف سنة أو نحو ذلك بفترات حارة قصيرة وجيزة،. هذه الفترات الدافئة تدعى الجليديات، تدوم حوالي 10 آلاف سنة، وقد بدأ تداخلنا بين الجليدية الحالية منذ حوالي 11 ألف سنة، فهل يمكن أن نكون على شفا نهاية جغرافيتنا؟

كيف تبدأ العصور الجليدية؟

تتسبب التغيرات في مدار الأرض في سقوط ضوء الشمس «التشمس» على نصف الكرة الشمالي خلال فصل الصيف، فتذوب طبقات الجليد الشمالية خلال الصيف وتنمو تدريجياً على مدى آلاف السنين، وهذا يزيد من بياض الأرض الذي يضخم التبريد، وينشر الصفائح الجليدية أبعد، وتستمر هذه العملية حوالي 10 آلاف إلى 20 ألف سنة، وبذلك يصبح الكوكب في عصر جليدي.

ما تأثير انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على أي عصور جليدية في المستقبل؟

تم فحص هذا السؤال في إحدى الدراسات التي تبحث في «الزناد» الجليدي - الانخفاض المطلوب في فصل الصيف الشمالي لبدء عملية تزايد الصفائح الجليدية، فكلما ازدادت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن انخفاض الشوائب يجب أن ينخفض ليؤدي إلى التجلد.

وحتى نطمئن، لا يوجد عصر جليدي يحدث بين يوم وليلة، لأولئك الذين لديهم شكوك مطولة بأن العصر الجليدي قد يكون وشيكًا، أدر عينيك نحو الصفائح الجليدية الشمالية، إذا كانت تنمو، إذن نعم، قد بدأت عملية التجلد التي بلغت 10 آلاف سنة.

ومع ذلك، فإن التجمد الجليدي في القطب الشمالي حاليًا يعتبر قليلاً، في حين يذوب جليد البحر القطبي الشمالي ويخسر الغطاء الجليدي في غرينلاند بوتيرة متسارعة، وهذه ليست ظروف جيدة لعصر جليدي وشيك.

خالد إيهاب الأحمدي

جيولوجيا

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA