تحتضن إدارة المنح في رحابها شعوب العالم من مشارق الأرض ومغاربها، فتستقبلها استقبالاً يريح القلوب ويزيل عنها الهموم، وتقدم كافة التسهيلات التي يحتاج إليها الطلاب المستجدون الذين يمثلون أكثر من مائة دولة، فأصبحت مركزا نابضًا بالثقافات المتعددة والشعوب المترامية، وإدارة ناجحة في تكييفهم بالبيئة الجامعية والثقافة السعودية عبر برامجها الهادفة.
تضع إدارة المنح لبنة علاقتها بالطالب منذ قبوله في الجامعة حتى وصوله في رحابها، وتزداد قوة وارتباطًا مع مرور الأيام، فتستقبل الطالب المستجد في المطار وتسكنه في السكن الجامعي، وتساعده في التغلب على كثير من العقبات حتى يسقر دراسيًا، وتمده عبر صندوقها الخيرى حتى يطمئن باله، فنراه يتكيف بالبيئة الجامعية وينخرط بالدراسة رغبة وجدية فيصبح عضوًا ناشطًا من أسرة إدارة المنح الدولية.
ولا تتوقف الإدارة إلى هذا الحد، بل تقدم له واحدة من أغلى الهدايا التي يتمناها أي مسلم في حياته وهي أداء فريضة الحج التي تتوق إليها النفوس؛ فإدارة المنح تمكن الطالب المستجد من أداء شعائر عظيمة قد لا يستطيعها على نفقته الخاصة أو في هذه المرحلة العمرية من بلده الأم.
كما أن إدارة المنح لا تبخل عليه بتنظيم العمرة والزيارة للحرمين الشريفين؛ فيزداد إيمانًا وثوابًا، وينشرح نفسًا ووجدانًا، ويرتاح طمأنينة وروحانية، ويقتبس من نور الحرم الذي يشع به قلبه وينور به مسالك حياته.
ومن منطلق الأنشطة الثقافية والاجتماعية تنظم إدارة المنح لقاءات أسرية وتثقيفية خارج الجامعة للتبادل الثقافي والمعرفي الذي يسهم في تجسير العلاقات بالحياة الشعبية والتقاليد المحلية، وتساعد في التكيف مع البيئة الخارجية وتحسن الصورة الذهنية تجاه المجتمع السعودي. وتنشيطًا للدور اللاصفي للطلاب تبادر إدارة المنح بإقامة زيارات ورحلات علمية وثقافية من خلال تنظيم لقاءات مع المشايخ الكرام وتشجيع الطلاب على المشاركة في دروسهم العلمية وبرامجهم الثقافية.
كما أنها تنظم زيارات لمعالم المملكة ومعارضها والاطلاع على المناطق القروية والزراعية لتبث روح البهجة والسرور، وتملأ القلوب روعة وجمالا، وتزيد علاقتها بالمملكة ارتباطًا، وتساهم في تخفيف مشاعر الغربة وإزالة الهموم والعناء كثيرًا، فيعود الطلاب من مثل هذه الأنشطة اللاصفية وهم أكثر استعدادا للتعلم والإبداع.
إن إدارة المنح ورعاية الطلاب الوافدين حاضنة الشعوب من كافة أنحاء العالم التي تقوم بدورها الريادي في تقديم كافة الخدمات والتسهيلات التي يحتاجها الطلاب في مسيرتهم التعليمة والثقافية. وتبقى إدارة المنح منارة شامخة وحدائق ذات بهجة يستظل بظلالها الوارفة الطلاب الوافدون. فشكرًا لها من أعماق القلب والشكر أولاً وآخر لله رب العالمين.
عبدالوحيد عبدالقادر
قسم الإعلام- كلية الآداب
جمهورية الهند
إضافة تعليق جديد