مواقيت الصلاة تتوافق مع الإيقاع الفسيولوجي للجسم

 

 

الصلاة صلة بين العبد وربه، تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم، والصلاة من العبد دعاء ومن الملائكة استغفار ومن الله رحمة ومغفرة.

وأداء الصلوات بخشوع يزيد الاتصال بالله ويعزز الاستفادة من كمية الطاقة الإيجابية التي يستمدها العبد من الله، وكلما زاد الخشوع في الصلاة يتمتع المؤمن بالمزيد من الطاقة الإيجابية.

وقد أظهرت الدراسات أن مواقيت الصلوات الخمس تتوافق مع الإيقاع الفسيولوجي للجسم مما يساعد في ضبط إيقاع الساعة البيولوجية بالتزامن مع دورات الضوء والظلام وتساعد على تنظيم الأيض والسلوك ودورات الراحة والنشاط اليومية، ولا شك أن تعطيل هذا الإيقاع يتعلق بالعديد من الأمراض.

تبدأ تلك المواقيت بصلاة الفجر وعندها ترتفع نسبة إفراز الكورتيزون المسؤول عن نشاط وحيويّة الجسم خلال اليوم، وعند صلاة الظهر يهدأ الجسم وتسوده السكينة ويحتاج للقيلولة، وعند صلاة العصر يزيد إفراز هرمون الأدرينالين المنشط للجسم، أما صلاة المغرب فتساعد على ارتفاع إفراز الميلاتونين، وانخفاض السيروتين والكورتيزون والإندروفين فيزداد شعور الشخص بالراحة، وعند العشاء يزيد إفراز هرمون الميلاتونين.

وتمتد فوائد الصلاة لتشمل العديد من الفوائد الصحية مثل علاج آلام أسفل الظهر والقدمين والوهن الجسدي وضعف العضلات والوقاية من الأورام السرطانية وتحسين الدورة الدموية وإعطاء الجسم راحة فهي رياضة خفيفة غير مُضرّة بالعضلات مثل الركض وغيرها.

ويعد الوضوء شرطًا أساسياً للصلاة وهو طهارة حسية ومعنوية ويحمي المؤمن من الأمراض الناتجة عن الالتهابات والميكروبات.

وعلى مدار اليوم تعد الصلوات نوعاً من النشاط البدني وبالتالي يتم تحريك جميع عضلات الجسم، فتنشط الدورة الدموية ويزيد من تدفق الدم في الشرايين ليصل إلى كافة خلايا وأنسجة الجسم خاصة المخ،  فيقلل من ضغط الدم ومن الإصابة بأمراض القلب.

عند ملامسة جبهة الإنسان للأرض أثناء السجود يزداد الاتصال الروحي مع رب العالمين والقرب منه وتمتص الأرض الطاقة السلبية الموجودة في الجسم، الأمر الذي يبعث الشعور بالراحة والاسترخاء وتتحسن الحالة النفسيّة، وبذلك يتم علاج اضطرابات القلق والخوف.

قال تعالى ‭}‬إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً، إلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ‭{‬.

قال بعض السلف: إذا حانت الصلاة أسبغتُ الوضوء، وأتيتُ الموضع الذي أريدُ الصلاة فيه، فأقعدُ فيه حتى تجتمع جوارحي، ثمّ أقوم إلى صلاتي، وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي أظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين الحب والرجاء والخوف، وأُكبر تكبيرًا بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعًا بتواضع، وأسجد سجودًا بخشوع، وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام، وأُتبعها الإخلاص ثم لا أدري أُقبلت مني أم لا.

أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسه

كلية الصيدلة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA