«التخطيط» و«التدقيق» و«المحاسبة» ثلاثية الريادة

الإستراتيجية خطةٌ لإدارة المُمكنات واستغلال الفرص لتحسين نقاط الضعف ولتوكيد جودة الأداء؛ بوضع الإجراءات التحسينية والتصحيحية ومتابعة تنفيذها في الأزمنة المحددة؛ مع توزيع المسؤوليات والمهام والصلاحيات على الأفراد؛ شارحاً الأنشطة والعمليات حتى تُنجز المستهدفات.

ولنجاح الخطة الإستراتيجية لابد من توثيق الإحصائيات والمعلومات وحفظ الوثائق التي ستكون بمثابة الأرشيف والأساسيات التي ستُبنى عليها خطط التطوير والتحسين ولتستمر الإدارة المستقبلية من حيث انتهى إليه السابقون ومن ثم لا تموت الخطط الاستراتيجية مع تغير الأفراد.

باستمرارية نظام توثيق الإحصائيات والمعلومات وكتابة إجراءات الأنشطة والعمليات وحفظ الوثائق نستطيع جمع مؤشرات الأداء وتحليلها ووضع التصور الحقيقي الجاري واتخاذ الإجراءات المناسبة للمستقبل، فلتكن إدارة السجلات منهاجًا لكل برنامج أكاديمي من توثيق وحفظ الوثائق حتى تصبح ثقافة متبعة في حياتنا اليومية في العمل وخارج العمل.

هنا يأتي دور الإدارة المباشرة في أخذ التدابير المناسبة بحكم الصلاحيات المخولة لها في متابعة تنفيذ تلك الإجراءات التحسينية والتصحيحية وإدارة السجلات، ولا ننسى أن الاعتراف بنقاط الضعف بداية التحسين، وتعاوننا فيما بيننا سيكون السر في التميز فليكن شعارنا «يداً بيد نبني».

لو أدرك كلٌّ منا أهمية دوره في المنظومة التي يعمل بها، وأتقن عمله الذي أوكل إليه، لوجدنا الحصيلة الكلية «الإتقان»، فقُم بدورك أولاً وأخيراً إرضاءً لربك وسترى العاقبة خيرًا لك وللمنظومة؛ فالعمل الجماعي سبب في إنجاز التكليف بكفاءة وتنمية خبرة أعضائه بتبادل الأفكار وإعداد قادة ذوي رؤية وفكر للنهضة الحقيقية.

وللتدقيق الداخلي لأي منظومة أهمية بالغة في توكيد الجودة واستمرارية التحسين في المبادرات والأنشطة المختلفة داخل أي برنامج أو مؤسسة، وأرى أن التدقيق الداخلي له أهمية بالغة أكثر من التدقيق الخارجي سواء كان محلياً أو دولياً نظرًا للمتابعة الدورية لفترات قصيرة لمتابعة تنفيذ خطط التحسين.

والسبب الآخر أن المدققين من منسوبي المؤسسة، وهم أكثر دراية بالمشاكل الداخلية، ومن هنا نضع أنفسنا في المكان الحقيقي حتى ننطلق منه إلى الريادة والتنافسية في جميع برامجنا الأكاديمية المختلفة، والتحسين تطوير والجودة مسؤولية، والمسؤولية مهنية وطنية مؤسسية.

ونجد أن لعملية التخطيط الدور الأكبر في نجاح أي مؤسسة متى كان التدقيق الداخلي مُتبعاً، والمحاسبة العادلة العاجلة منهاجًا، ومكافأة المنجز المبدع أسلوب حياة، وأخيرًا لا ننسى أن جودة المخرجات سمعة جيدة لجامعتك فكن شريكاً في بنائها. 

د. عصام ناجح شلقامي

قسم النبات والأحياء الدقيقة – كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA