اجعل إجازتك مثمرة

نحن على وشك نهاية العام الدراسي، الذي يبشرنا بإجازة طويلة تمتد إلى أربعة أشهر، وللأسف أن مفهوم العطلة والإجازة عند الأغلبية عبارة عن أيام فارغة تكون كلها بيد الشخص يصرفها كيفما شاء، وأغلبيتها تصرف في سياحة أو سفر أو انشغال باللهو وأشياء ممتعة قليلة النفع.

لو علمنا أن الوقت الذي بين أيدينا هو أنفس ما نملكه، لما كان هذا حالنا في الإجازات، لذلك رأيت أن من واجبي التنبيه على أهمية الأشهرالأربع القادمة ووضع تخطيط أو جدول مناسب للأعمال التي يمكننا القيام بها، وسوف تدهشنا النتائج في النهاية.

في الأسطر القادمة أحاول قدر استطاعتي تقديم بعض المقترحات والأفكار والأعمال التي يمكن لكل طالب أن ينجزها خلال الإجازة الصيفية دون أن يشق على نفسه كثيرًا.

أولاً: حفظ القرآن الكريم: الكتاب الذي يجدر بنا أن نعتني به قبل غيره هو القرآن الكريم، الذي يكشف عن أسرار الكون، ويحدث بالتفصيل عن هدف خلق الله الإنسان والجن، ومن مظاهر الاهتمام به حفظه عن ظهر قلب، ولا غرو أن شهر رمضان خير فرصة لمن لديه رغبة فيه، لأن له صلة بالكتاب العزيز، وبالطبع لا يمكن حفظه في شهر واحد إلا من رزقه الله ذهنًا ثاقبًا ثم وفقه له، ولكن اغتنام مثل هذه الفرص يوصله إلى المطلوب في أشهر أو سنين، وثمة برامج وكتب تعطي الطالب قواعد ومعلومات عن الحفظ، فينبغي مراجعتها.

ثانياً: شهر رمضان: هذا الشهر المبارك بمجموعه يبث في الناس روحا دينية لا يكاد يوجد في غيره، فالذي يرغب في الأخذ منه بحظ وافر عليه أن يروي نفسه من المعارف والعلوم الشرعية، ويحسن به أن يختار كتابًا موجزًا في تفسير القرآن ينجز قراءته خلال هذا الشهر، هكذا يكون مروره بمعاني القرآن الذي ربما تلاه قبله تلاوة ناظرة دون فهم الرسالة التي أرسلها الله إليه. كما بإمكان الراغبين في الدعوة إلى الله أن يعقدوا دروسًا دعوية للناس، وحلقات تعليم القرآن لأطفال أحيائهم، وقد ازدادت أهمية الاهتمام بقضايا رمضان نظرًا لما أحدثت فيه من بدع، وترى مظاهر الإسراف في المطعم والملبس وغيرهما.

ثالثاً: تعلم لغة جديدة: أصبح تعلم لغة جديدة سهلاً مع كونه من أهم حاجات العصر الراهن، فهو يفتح على المتعلم أبواب ثقافات واسعة تزيد عقوله وتعطيه تجارب حديثة، كما أن اللغة الجديدة تفيده في المجال الوظيفي أيضاً، ثم الشبكة العنكبوتية سهلت أمورها، فمن خلالها تستطيع أن تمارس المهارات اللغوية وتكون صداقات جديدة من ناطقي تلك اللغة.

رابعاً: قراءة الكتب النافعة: في أوقات الدوام يكون الطالب مشغولاً بالمواد الدراسية التي قلما تتيح له فرصة العكوف على الكتب الإثرائية النافعة، ومن هذا المنطلق تأتي الإجازة لتوفر له إمكانية القراءة والمطالعة، فعلى الطالب أن يسعى في إنجازها مثمرة، ويجمل به أن يركز أكثر على الكتب التي تفيده من الناحية اللغوية مع كونها ممتعة.

وفيما يلي ثمة قواعد تحسن رعايتها في قضاء عطلة نافعة:

- لا بد من التخطيط قبل بداية الإجازة، لأن التخطيط شيء مسبق للعمل، فإذا دخلت في العمل دون جدول مناسب فهناك احتمال كبير للفشل.

- لا بد من التنوع في الأنشطة والأعمال التي وضعها الطالب في جدوله، لأن من جبلة الإنسان أنه سريعا ما يمل من نوع واحد.

- عند المطالعة لا ينبغي تحديد عدد الصفحات المقروءة كل يوم، والأفضل تحديد عدد ساعات المطالعة، لأن الصفحات بعضها تحتاج دقائق طويلة، وبعضها تمر بها بسرعة.

- لا تضغط على نفسك كثيراً ولا تكثف المواد والمهام، بل يلزم مراعاة الظروف والتنويع في الأنشطة، وعليك أن تهتم بالجانب التطويري لذاته أكثر من الحصول على المعلومات والمعارف.

مع تمنياتنا للجميع بإجازة ممتعة مثمرة.

 

ياسر أسعد- جمهورية الهند

قسم اللغة العربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA