نافذة

رسائل علمية باهتة
د. فهد بن عبدالله الطياش

دخل بمحض الصدفة إحدى القاعات المخصصة لمناقشة الرسائل العلمية، فلم يجد فيها سوى الطالب وأعضاء اللجنة فقط، وهنا عاوده سؤال عن أسباب غياب أو عزوف طلاب الدراسات العليا عن حضور مناقشة الرسائل العلمية!
السؤال يتكرر مع كل مشاهدة لخلو قاعات المناقشة من طلاب الدراسات العليا، فهي أصبحت بالنسبة للبعض مجرد رسائل باهتة لن تتجاوز رفوف المكتبة، وبالنسبة للبعض الآخر وهم من الباحثين لن تعدو كونها جزءاً من متطلبات الحصول على الدرجة.
ولعل هذا ما أوصل الحال ببعض وسائل الإعلام المحلية إلى التهكم ببعض عناوين أو مواضيع الرسائل العلمية، المهم هنا ماذا يعني مؤشر عزوف طلاب الدراسات العليا عن حضور مناقشة رسائل زملاء الدفعة على الأقل؟
في اعتقادي المتواضع أن الأمر أصبح متروكا لرغبة الطالب وليس كمتطلب رئيس لنيل الدرجة على الأقل من حضور وكتابة تقرير عن مناقشة رسالة علمية بل أعتقد أن بعض طلاب الدراسات العليا يدخل قاعة مناقشة رسالته وكأنه يدخل إلى عالم جديد لا يعرف عنه إلا ما يسمعه.
قد يبدو في الامر مبالغة، لكنها الحقيقة المرة، بعض الجامعات تحايلت فأضافت إلى لجنة الحكم ممثلاً عن عمادة الدراسات العليا، حتى وإن كان من القسم وسكرتير للمتابعة من لجنة الدراسات العليا، وبعض الطلاب جعل منها مناسبة أسرية ووجاهة اجتماعية وإن لم يحضرها إلا بعض أفراد أسرته مع لجنة الحكم.
خلاصة القول كم من الرسائل العلمية التي نوقشت هذا العام الجامعي وتنطبق عليها معايير الأصالة والابتكار المطلوبة عند التقييم؟!
أرجو أن يخيب ظني وتكون الرسائل كثيرة وذات أهمية وتأثير وجذب في ظل تشجيع من الدولة ومن الجامعة.
أتمنى على الأقسام العلمية مراجعة تطبيق معيار «الأصالة والابتكار» على الرسائل العلمية حتى تستحق تقديراً عالياً وذلك بالمناقشة الفعلية في مجلس القسم وعدم الاعتماد على توصية لجان داخلية فقط.
لعل جائزة التميز العلمي أن تحرك بعض المياه الراكدة في تراجع التفاعل العلمي لتصبح الرسائل أكثر جذبا وأهمية للقارئ الشغوف بالعلم بدلا من البحث في أدبيات صادرة من جامعات أخرى قبل جامعته.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA