مرت كلمح البصر.. والمعدل وحده لا يكفي

 

 

مع مطلع هذا العام الجديد تختلط المشاعر وتتفاوت ما بين طالب يرى فرصة جديدة للتعلم واكتساب المعارف والمهارات الجديدة ورفع المعدل، وطالب ينتابه القلق والتوتر والخوف من الفشل عدو النجاح. 

يتبادر إلى ذهني اليوم التعريفي الأول لي في الجامعة حين اعتلى المسرح عميد السنة التحضيرية الدكتور ناجي الجهني وقال بإيجاز تام: «تنتظركم مرحلة مختلفة يا أبنائي، احرصوا أن تعطيكم أكثر مما تأخذ منكم».

وها أنا ذا على أعتاب السنة الأخيرة أردد الجملة الشهيرة كمن سبقوني «مرت كلمح البصر» وأستخلص تجربتي فيها على أمل أن تفيد زملائي الطلاب وأرى أن القيمة الحقيقة لهذه السنوات تتجلى في أن تخرج منها مختلفاً عما كنت عليه عندما دخلتها، وأن الفشل بعينه هو أن تكون كما أنت، لم يطرق التغيير بابك يوماً.

سأركز في مقالي هذا على ثلاث نقاط رئيسية يختلف ترتيبها باختلاف طبيعة تخصصك الدراسي والتوازن فيها مطلب ينجيك من متلازمة العطالة ويضمن لك مكاناً تستظل به.

يلعب المعدل الأكاديمي دوراً مهمًا في رحلتك الجامعية ويفتح لك آفاقاً جديدة، فحفاظك على معدل مرتفع قدر المستطاع يوفر لك الكثير من الفرص كالوظائف الأكاديمية وبرامج الابتعاث الخارجي المتنوعة.

يقول أحمد الجبرين مؤسس ومدير عام «شركة سماءات» الرائدة في مجال التسويق الرقمي: إن معدل الطالب المرتفع يخلق لدي انطباعاً إيجابياً، ولعلي أتساءل كيف أمكنهم الحفاظ على معدلات جيدة طوال مسيرتهم المليئة بالضغوط والصعوبات، وهذا ينم عن قدر كبير من المسؤولية وقدرة عالية على التكيف تحت الضغوط بالإضافة إلى قدرته على إدارته لوقته بالتالي تحقيق نتائج جيدة.

وقد يتساءل سائل كما تساءلت في سنتي الأولى، وها أنا ذا أرد: هل المعدل وحده يكفي؟ بالطبع لا، لا يكفي، فمعدلك الجيد دون مهارات تُذكر لن يجدي نفعاً، فسوق العمل اليوم يتطلب أن تتحلى بمهارات وقدرات ملموسة فهي معيار حقيقي يميزك عن أقرانك في طلب الوظيفة.

على سيبل المثال لا الحصر لا قيمة لطالب حاسوب لا يملك مهارات تقنية في البرمجة وتحليل البيانات، أو طالب إعلام لا يملك مهارات التواصل «الاستماع التحدث الكتابة» وغيره الكثير من المهارات التي لا بد من اكتشافها والسعي في تطويرها وتنميتها، لتزيدك تألقاً عن غيرك مثل المهارات القيادية ومهارات حل المشكلات والتفكير الناقد والعاطفي.

علاقاتك الاجتماعية نقطة قوة في رصيد الطالب الجامعي فبناء علاقة إيجابية جيدة مع زملائك في الجامعة أو مع من هم سبقوك من أساتذة أعضاء هيئة التدريس يخولك لخلق فرص أعظم، فهم أهل الخبرة الذين شقوا الدروب الطويلة وأخذوا المنعطفات من قبلك ومروا بعقبات كثيرة في مجال دراستك، والحرص على بناء علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمودة عائد مهم عليك بالنفع.

جدير بالذكر أن الإيمان النابع من أساتذتك تجاه قدراتك يقودك نحو فرص مستقبلية واعدة واسترشادك بنصائحهم تقلل عليك عثرات الطريق، وعلى أية حال خلف كل عثرة فرصة للنهوض مجدداً والتعلم، والنجاحات لا تخلق إلا بالفشل.

أتذكر هنا قول الأستاذ عبدالعزيز أولياء المحاضر في قسم الإعلام «إن هامش الخطأ لديك أيها الطالب الجامعي كبير، لن أحاسبك إن أخطأت فبدونه لن تتعلم أبداً، فأخطئ»، نعم أخطئ اليوم أيها الطالب في سبيل التعلم قدر ما تشاء فخطأ الغد لا يغفر.

 

عبدالله عبيد المطيري

كلية الآداب

إعلام وعلاقات عامة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA