عمادة شؤون المكتبات والنهضة القادمة

تُشكل المكتبات بصورها ومسمياتها المتعددة جانبًا مهمًا للنهضة العلمية، ولا غنى عنها لأي مؤسسة علمية وأكاديمية طموحة، فهي مرجع الباحثين، ومصدر المعرفة في المجتمع، ولكي تحقق المكتبات الجامعية أهدافها التي أُنشئت من أجلها يتطلب ذلك إسناد الأمر إلى أهله - كما أشرت إليه في مقال سابق - ومتى تحقق ذلك نكون قد وضعنا اللبنة الصحيحة والأساس القوي لبدء صناعة تحول وإحداث تطوير يواكب تطلعات المؤسسة أو الجامعة. 

إن عمادة المكتبات تعد من أهم العمادات، فهي مساندة لها كلها، وركن من أركان العملية التعليمية، فالجامعة - إذا تجاوزنا الجانب الإداري - تقوم على ثلاثة أركان أساسية، هي: «طالب، وأستاذ، وكتاب» وكلها أركان يكمل بعضها بعضًا، ومتى توفرت هذه الأركان، وفُعّل دور المكتبة فإن مخرجات العملية التعليمية تكون فاعلة في المجتمع، ويزداد الإنتاج العلمي والوعي المعرفي. 

وتحظى جامعة الملك سعود بأكبر عمادة لشؤون المكتبات على مستوى الجامعات السعودية، وثاني أكبر مكتبة جامعية على مستوى الوطن العربي، وهذا جانب مهم ومصدر فخر واعتزاز لمنسوبيها جميعًا، وهذا يضع على عاتق العاملين فيها مسؤولية كبيرة في تقييم الوضع الحالي. 

إن إدارة الجامعة قد أسندت مهمة الإشراف إلى الدكتور منصور الزامل مشرفًا عامًّا للعمادة، فهو متخصص في هذا المجال، ولديه خبرة واسعة في الجوانب الإدارية والأكاديمية ومجال البحث العلمي، وكل ما سبق مؤشرات تجعلنا نتفاءل بأننا سنشهد فترة ازدهار في مكتبات الجامعة.

بتعيين الدكتور الزامل مشرفًا على عمادة شؤون المكتبات تكون قد وضعت خطاها نحو مرحلة جديدة بحول الله، وهذا ما نؤمله لتوفر أسباب النجاح، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب، فقد بدأ عمله بعد تعيينه بفتح بابه للجميع، وعقد اجتماعًا مفتوحًا مع كافة المنسوبين، مُرحّــبًا بالأفكار والاقتراحات التي تصب في مصلحة العمل، وتسهم في تطوير خدمات المكتبات، لم أكتب هذا المقال للثناء، وإنما للإشادة بكل خطوة صحيحة - من وجهة نظري - تُتخذ في خدمة العملية التعليمية، فنحن شهود الله في أرضه.

وبين يدي مشرفنا أضع بعض الرؤى التي أرى أنها ستسهم في إحداث نهضة معرفية، ورسم صورة إيجابية عن الجامعة بشكل عام.

إن النهوض والوصول إلى القمة ليس صعبًا متى ما توفرت أمور ثلاثة، الأول: امتلاك العاملين للكفاءة. والثاني: الجانب المادي مما يتيح للإدارة توفير الخدمات وتطويرها. والثالث: يتمثل في القيادة المتخصصة، وهو صانع القرار، والموجه والضابط للموارد المالية.

وفي تقديري أن العمادة في ظل الإدارة الجديدة الطموحة قد توفرت لها هذه الأمور مجتمعة، ويبقى السؤال المهم: كيف نستثمر قدرات العاملين في العمادة؟ وما الذي يتطلب فعله لتحسين خدمات المكتبة والتعريف بها على المستوى المحلي والعربي والدولي؟

إن من متطلبات النهوض بالعمادة البدء بتقييم الوضع الحالي وفق معايير محددة مستفادة من المكتبات العالمية والتجارب المشابهة، ووضع خطة للمشاركة في المعارض الدولية والمحلية مجددًا؛ للتعريف بالإنتاج العلمي السعودي، والإنتاج العلمي لجامعة الملك سعود، وهذا الأمر يتطلب إعدادًا جيدًا، وتسويقًا احترافيًّا، يسبقه عقد ورش عمل للنقاش؛ من أجل الوصول إلى رؤية جماعية أو مؤسسية تحقق الهدف؛ كي لا يكون الأمر بابًا للهدر المالي دون تحقيق الفائدة المرجوة.

وللنهوض بالعمادة يجب الاعتناء بتطوير خدمات المكتبات بشكل عام، فالخدمات هي التي يراها زوار المكتبة من طلاب وباحثين، وعن طريقها يُكوّنون صورة ذهنية إيجابية أو سلبية.

وأضع بين يدي المشرف العام مقترحًا بإعادة فتح أبواب مكتبة الملك سلمان المركزية ليوم الجمعة للرجال والسبت للنساء، وهو ما كان متبعًا في فترة سابقة، إضافة إلى مدة فتح أبواب المكتبة لفترة الليل، وتقييم التجارب السابقة من وجهة نظر المستفيدين من خدمات المكتبة.

أعلم أن المشرف يدرسها بعناية تامة هو وفريقه المتميز، ويبحثون عن جوانب التطوير ويرسمون خططًا للمستقبل، ونحن متفائلون بكل خطوة يخطونها، ودعواتنا لأستاذنا وفريقه بالنجاح، وأن تشهد المكتبات في عهده نهضة تليق بجامعة الوطن جامعة الملك سعود.

ماجد علي الشهري

أمين مكتبة

عمادة شؤون المكتبات

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA