المقررات الدراسية لا تكفي وحدها

يدعو بعض المهتمين إلى إضافة مواد دراسية ومقررات لتعليم ونشر ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر بين النشء، وقد تكون هذه الفكرة صائبة ومقبولة، لكن تنمية ثقافة الحوار واحترام الرأي والاختلاف، تتطلب حسب المتخصصين، أكثر من مجرد مواد أو مقررات دراسية، حيث يمثل دور الأسرة والمحيط الاجتماعي للفرد منذ نعوم أظفاره، عاملاً مهماً ومؤثراً لغرس وتأصيل هذه الثقافة في الأفراد.
كما يجب استخدام واستثمار وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر هذه الثقافة وتعزيزها من خلال البرامج والإعلانات المعدة على يد خبراء، إضافة لاستثمار المنتديات والمواقع الحوارية لتفعيل هذه الثقافة، وتقديم الندوات والمؤتمرات وورش التوعية ودعوة الأطفال والشباب من المدارس والجامعات.
يجب أن تبتعد الحلول عن أسلوب التحفيظ وتعتمد على النقاش والحلقات الحوارية وإعطاء الفرصة للآخر لتكون هادفة تهذّب عقل الشباب وتعلمه كيفية السيطرة على انفعالاته، ليتغلب على الموروث الاجتماعي السلبي، فتنمية هذه الثقافة تحتاج الى عمل يستمر سنوات يرافق الأجيال في كل مستوى من دراستهم وحياتهم بتأثير مختلف.
المأمول أن تنتشر ثقافة احترام الرأي والاختلاف بشكل هرمي تصاعدي، بدءاً من المنزل والأسرة ثم المدرسة إلى أعلى المناصب والمراتب، عندها يمكن أن ننعم ببيئة متفتحة ومرنة وقابلة للحوار والنقاش وقبول الرأي، ويحل التسامح والترابط بين مكونات المجتمع، باعتبار أن ثقافة احترام الرأي والاختلاف من أهم مقاييس تقدم الشعوب.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA