مهارات المعلم الناجح

في عالم التعليم، تمثل مخرجات التعلم المرتبطة بالمقرر الدراسي، أو الوحدة الدراسية، أو الدرس «المحاضرة» مقياساً هاماً في تقييم الأهداف التعليمية المراد تحقيقها.

وحتى يتم بلوغ ذلك، هناك بعض الصفات والمهارات التي يجب أن يتحلى بها المُعلم ويأخذ بها، سأحاول سرد أهمها.

يجب أن يتمتع المُعلم بالتفاؤل والحيوية والطاقة والإيجابية والتي بدورها تساعده على بلوغ أعلى مراتب الإبداع.

القلق والإجهاد العقلي لهما تأثير سلبي على العملية التعليمية، حاول قدر الإمكان الابتعاد عنهما.

مع تقدم التقنية الحديثة، هناك موارد وأدوات جديدة يمكن أن تُضاف إلى المناهج الدراسية، حاول تطوير الأساليب التعليمية الحديثة التي تتماشي مع العصر، وذلك لضمان توصيل المعلومة بشكل مختلف.

عندما يشعر الطلاب بمدى حرصك الشديد عليهم، فإن ذلك يساعد على زيادة مستوى الثقة والاحترام والتقدير.

واحدة من أهم السمات الرئيسية للمُعلم الناجح هي القدرة على تحويل الأمور المعقدة وجعلها واضحة وبسيطة، حاول تطوير قدرتك على تبسيط وتوضيح المعلومة.

إن الحصول على بعض الخبرة خارج نطاق التعليم أمرٌ لا يقدر بثمن، حاول بناء الخبرات اللازمة لذلك.

في بعض الأحيان، أفضل إجابة يمكن للمُعلم تقديمها هي: «لا أعرف»، بدلاً من الإجابة بشكل خاطئ وفقدان المصداقية لدى الطلاب.

إن إدراك ما لا تعرفه يدل على أنك لا تزال تتعلم، وأن المُعلم، في الواقع، لا يزال طالباً للعلم. حاول استخدام أسلوب «تكرار النقاط المهمة»، فالمرة الأولى التي تقول فيها شيئاً ما، يتم «سماعها»، والمرة الثانية، يتم «الاعتراف بها»، وفي المرة الثالثة، يتم «تعلُمها».

حاول تقديم وجهة نظر قابلة للتعلم فهذا يساعد الطلاب على كيفية التفكير بأنفسهم بدلاً من إخبارهم بما يفكرون فيه.

عندما يتعلق الأمر بالتدريس، فإن ما تفعله هو بنفس أهمية ما تقوله، بين الوقت والآخر تحتاج أن تتوقف عن الكلام وتبدأ بالاستماع، فالتعلم الفعال هو عبارة عن حوار ذي اتجاهين.

بعد طرح سؤال، انتظر لمدة عشر ثوانٍ، في هذه اللحظات الهادئة، وربما الحرجة لبعض الطلاب، يحدث بعض التفكير الأكثر إنتاجية، لا تحاول مقاطعتهم.

دع طلابك يُعلمون بعضهم البعض، لست أنت الوحيد الذي يتعلم منه الطلاب، فهم يتعلمون من تلقاء أنفسهم أو من أقرانهم، هكذا يكون مثلث التعلم «المعلم - الطالب - الأقران».

تجنب استخدام نفس النهج للجميع، فالطلاب يتعلمون بشكل مختلف، حاوِل تبني طريقة «المحاضرة النشطة»، وذلك عن طريق إعطاء محاضرة لمدة «20» دقيقة ومن ثم القيام بتوزيع الطلاب في مجموعات. بعد ذلك، يتم القيام بطرح سؤال ومن ثم مناقشة الإجابات فيما بينهم. وأخيراً، يتم طلب ممثل عن كل مجموعة لشرح الاجابة التي اتفقوا عليها أمام بقية زملائهم. يعتبر هذا النشاط مفيداً جداً لكسر حاجز الخجل لدى البعض. التدريس الفعال يدور حول جودة العلاقة بين المعلم والطالب، لا ينتهي عند انتهاء الدرس أو المحاضرة. اسمح للطلاب بالقيام بالتدريس، وجدت دراسة حديثة بأن الطلاب الذين قاموا بتدريس الآخرين قاموا بأداء أفضل وقت الاختبارات، بصرف النظر عن زيادة محتملة في درجاتهم، فإن مطالبة الطلاب بتدريس أقرانهم يتطلب منهم إجراء تقييم شامل عن كيفية البحث عن المعلومة وتقديمها بطريقة مثيرة للاهتمام.

استخدام الوسائل البصرية، بدلاً من مطالبة طلابك بتقديم مهمة في التنسيق المعتاد لمقال مثلاً، يمكنك أن تطلب منهم تجربة وسائل جديدة وتقديمهم بطريقة مبتكرة من اختيارهم. لتشجيع الأسئلة، يمكنك منح طلابك جداراً مخصصاً لكتابة أسئلتهم في أوقاتهم الخاصة. يمكن أن يُعلمك هذا بالمواضيع الشائعة التي يجب معالجتها أو يمكن لهم العمل في مشاريع بحثية تجيب على بعض هذه الأسئلة.

ختاماً، التعليم ليس ملء دلو، ولكنه إيقاد شعلة.

د. سطام عبدالكريم المدني

أستاذ الجيوفيزياء المشارك

قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء- كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA