آفاق أكاديمية

رحيل رجل الصناعة
د. عادل المكينزي

ليسمح لي أبنائي الطلاب في هذه المساحة أن أسلط الضوء على أحد أبناء الوطن الذين حددوا مسارهم منذ نعومة أظفارهم وانطلقوا في جد ونشاط في ميادين العمل والعطاء لتحقيق الأهداف التي رسمها لنفسه ولعائلته ووطنه.
اليوم أتحدث عن رحيل أحد الرجال الكبار الذي غادرنا منذ أيام قليلة بعد أن قدم سجلاً حافلاً في خدمة هذه البلاد المباركة نحو تحقيق ما يرنو له ولاة الأمر من تنمية مستدامة يتفأ ظلالها أبناء الوطن.
معالي المهندس د.عبدالعزيز الزامل رحمه الله، أحد كوادر هذا الوطن نهل من أكبر المؤسسات العلمية الأكاديمية، ليعود بحماس وإخلاص للمشاركة الفاعلة في بناء مؤسسات الصناعة في بلادي.
هذا الرجل نموذج للمواطن الصالح عبر إنجازات عملية حققها بعيدًا عن ضجيج الإعلام وفلاشات الكاميرات من خلال مشاركته في عدد من الميادين، أبرزها بناء عملاق البتروكيماويات «سابك»، والذي قال فيه رفيق دربه الراحل د.غازي القصيبي: «وقع اختياري على عبدالعزيز عبدالله الزامل ليكون نائب الرئيس والعضو المنتدب، وإلى عبدالعزيز وزملائه الأوائل يعود الفضل الأكبر في تحويل «سابك» من وليد صناعي يحبو إلى عملاق صناعي يمشي بثقة في العالم مع عمالقة الصناعة». وهكذا أصبحت أهم شركات البتروكيماويات في العالم.
وقد وجد ولاة الأمر يحفظهم الله فيه الشخصية المناسبة لانطلاق صناعات سعودية عبر توليه حقيبة الصناعة، حيث عمل على فتح آفاق واسعة لانتعاش الصناعات بمختلف مجالاتها لتحرك عجلة الاقتصاد الوطني في إطار تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص جديدة للشباب.
لقد امتزج الراحل في حب الصناعة وغرس ذلك في عائلته.. فتسنم عدد من أبنائه قيادة عدد من الشركات الوطنية، ومنهم م.أسامة ابن الفقيد الذي اختارته القيادة بتعيينه نائبًا لوزير الصناعة والثروة المعدنية.. وهو بهذا الاختيار يكمل مسيرة والده.
عبدالعزيز الزامل رجل وطني بحق، أسهم في النهضة الحضارية للمملكة وستظل جهوده وأعماله خير شاهد على ما قدم.. وقد عرف أبو أسامة خادمًا لدينه ووطنه باذلاً للخير..فضلاً عما تكشف عنه شخصيته من قلب نقي وخلق رفيع وتواضع جم ونزاهة وابتسامة لاتفارق محياه.. فأحبه كل من عرفه.
وفي سيرة الفقيد كتاب بعنوان: «بناء صناعة البتروكيماويات في المملكة..إنجاز وطني»، يوضح مسيرة الراحل وقصة كفاحه وأبحر في قصة سابك. وهو كتاب يحسن بالأجيال إن تقرأه.
وإنني إذ أدعو لفقيد الصناعة والوطن بالمغفرة والرحمة.. أسأل المولى أن يكتب ما قدم في ميزان حسناته. وكأن الشاعر عنى الراحل بقوله:
كم راحل في سويدا القلب مسكنه
 سارت ركائبه والوجد يضنينا
أرواحنا من لهيب الفقد موجعة
تشكو الفراق وما ضنت مآقينا..

makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA