«ثلاث مراحل» للاستفادة من المقالات والأبحاث العلمية

 

من الطبيعي أن يقضي الباحث مئات الساعات سنوياً مُنهمكاً في قراءة المقالات والأبحاث العلمية المتعلقه بتخصصه، وبخاصة تلك الحديثة منها، ومع ذلك، فإن معرفة الطريقة الصحيحة للقراءة هي من أهم الأساسيات التي يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار حتى تتجنب إضاعة كل من الوقت والجهد.

سأقوم بسرد أحد التقنيات المستخدمة وهي تقنية «المراحل الثلاث»، الفكرة الأساسية تكمن في أنه يجب عليك قراءة المقال العلمي على ثلاث مراحل، بدلاً من الطريقة التقليدية المتمثلة في القراءة من بداية المقال حتى نهايته.

تُحقق كل مرحلة أهدافاً محددة، تمنحك الأولى «فكرة عامة» عن المقال، وتتيح لك الثانية «استيعاب محتوى» المقال، ولكن ليس تفاصيلها، أما الثالثة فتساعدك على «فهم» المقال بعمق. المرحلة الأولى هي عبارة عن تصفح ومسح سريع للمحتوى بحيث لا يستغرق ذلك أكثر من عشر دقائق، مع الأخذ بعين الاعتبار التالي: قراءة كلً من المقدمة والاستنتاج، إلقاء نظرة سريعة على المحتوى وذلك للقيام بسرد سريع الاستنتاجات الرئيسية المقترحة من النتائج، وأخيراً القيام بإلقاء نظرة سريعة على المراجع.

في المرحلة الثانية، اقرأ المقال كاملاً بعناية أكبر، قم بسرد الأسئلة التي يهدف المقال إلى الإجابة عليها، ابدأ هنا بتدوين النقاط الرئيسية وإبداء تعليقاتك على الهوامش، كلما قرأت، قم بتدوين المصطلحات التي لم تفهمها أو الأسئلة التي قد ترغب في طرحها على المؤلف، إن أمكن ذلك.

انظر بعناية إلى الرسوم البيانية والخرائط التوضيحية، تذكر وضع علامات على المراجع غير المقروءة ذات الصلة، وذلك لمزيد من القراءة وهذه طريقة جيدة لمعرفة المزيد عن خلفية المقال. يجب أن تستغرق هذه المرحلة مدة تصل إلى حوالي الساعة، بعدها، يجب أن تكون قادراً على استيعاب محتوى المقال وقادراً على تلخيص النقاط الرئيسية، في بعض الأحيان لن تفهم المقال حتى مع نهاية المرحلة الثانية، وقد يكون هذا لأن الموضوع جديد بالنسبة لك أو هناك مصطلحات أو اختصارات غير مألوفة، أو قد يستخدم المؤلف تقنية تجريبية لا تفهمها، بحيث يكون الجزء الأكبر من المقال غير مفهوم.

لفهم المقال كاملاً، يتطلب منك تطبيق المرحلة الثالثة، والمفتاح هنا هو الاهتمام كثيراً بالتفاصيل، قم باستخدام التفكير النقدي والتحليلي، تأكد من أهمية ربط النتائج بالفرضيات وتفسيرها بشكل منطقي مع النظر بعناية في النتائج.

استخدم في هذه المرحلة «خريطة العقل»، وذلك لتنظيم المعلومات التي تقوم بقراءتها، وذلك عن طريق تدوين بعض الملاحظات، بما في ذلك ملخص قصير لأهم المعلومات التي عثرت عليها، قد يستغرق ذلك منك مدة تصل من ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات.

في نهاية هذه المرحلة، يجب أن تكون قادراً على إعادة بناء هيكل الورقة العملية بالكامل، تحديد الافتراضات، بالإضافة إلى تحديد كل من نقاط القوة والضعف.

فكر في الأسئلة التالية لمساعدتك على القراءة الناقدة: ما غرض المؤلف لكتابة هذا المقال؟ ما النقاط الرئيسية للمقال؟ هل الاستنتاجات الرئيسية في النص مدعومة بأدلة موثوقة؟ عموماً، هل توافق أم لا توافق المؤلف؟ لماذا؟

ختاماً، من الأهمية بمكان أن تستوعب ما تقرأه، فالمعرفة قوة، وإن أوهن الأمم أمة لا تقرأ.

د. سطام عبدالكريم المدني

أستاذ الجيوفيزياء المشارك

قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء

 كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA