«يا سارية الجبل الجبل»

«التخاطر» أو «التوافق الفكري» ظاهرة روحية يتم من خلالها التواصل بين الأذهان عن بعد، دون اتصال بالحواس، ويشمل الأفكار والأحاسيس والمشاعر والتخيلات الذهنية، وتعتبرها المجتمعات المتقدمة وسيلة خاصة، لا تفسير علميَّ لها، تنتمي إلى عالم الغموض والروحانيات.
بعض المجتمعات حاولت تفسير هذه الظاهرة ووضع نظريات وافتراضات لتفسيرها، لكن تلك النظريات لم تثبت، لأن التخاطر يتعدى الزمان والمكان، لكنه فُسر بالمجمل بأنه موجات خاصة تنبعث من المخ شبيهة بموجات الراديو أو الموجات الكهرومغناطيسية.
وفي تفسير حديث لظاهرة التخاطر تذكر بعض الأبحاث أن الأفكار تنتقل من المخ إلى باقي خلايا الجسم عن طريق موجات كهرومغناطيسية، ثم تنتقل إلى الفضاء الخارجي بسرعة ويتم استقبالها لدى الأشخاص الذين تكون موجات دماغهم متوافقة مع موجات دماغ المرسل، أي الذين تكون أرواحهم وأفكارهم على توافق كامل مهما بعدت المسافات فيحدث توارد وتزامن في الأفكار لدى الشخصين.
أي أن التخاطر يحدث بين المتحابين والأصدقاء المقربين، مثل الأم وابنها، وغير ذلك من العلاقات الحميمة، أي أنه يتم نتيجة مشاعر خاصة قوية سواء كانت فكرية أو عاطفية كالحب والتعاطف.
وفي التاريخ الإسلامي حادثة مشهورة عن التخاطر أو (Telepathy) وهي حادثة «سارية الجبل» حين وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على المنبر يخطب في المسلمين لصلاة الجمعة، وكان جيش المسلمين في إحدى غزواته بعيدا عن أرض الحجاز، وكان سارية هو قائد جيش المسلمين.
لقد أحس عمر بن الخطاب وهو يخطب على المنبر؛ أن جيش المسلمين في مأزق حقيقي، وأنه ينبغي عليه أن يحتمي بالجبل، كان عمر على بعد آلاف الأميال من الجيش حين قطع خطبة الصلاة ونادى بأعلى صوته: «يا سارية الجبل الجبل» أي احتم بالجبل!
العجيب أن هذا الإحساس بالخطر
انتقل إلى سارية فأمر جيشه بالاحتماء بالجبل مما فوت الفرصة على المشركين.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA