احفظ لسانك أيها الإنسانُ

يقول الحكماء: ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان، وإنما خلق للإنسان لسان واحد وعينان وأذنان ليسمع ويبصر أكثر مما يقول، ثم إنه حبس بأربعة أبواب: الشفتان والأسنان، وما يحصل الحكماء على الحكمة إلاّ بالتفكر والصمت.
تذكر على الدوام قوله تعالى }ما يلفظُ من قول إلاّ لَديه رَقيب عَتيد{. وقوله صلى الله عليه وسلم )وهل يكب الناس في جهنم على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم(. وتجنب آفات اللسان وخصوصاً «اللعن» و«القذف» فقد استسهل العديد من الأشخاص هاذين الأمرين على ألسنتهم للأسف رغم قبحهما وخطورتهما.
ومما يحز في الخاطر ويزيد النفس أسى أن ترى عدداً من «طلاب وطالبات الجامعات» يطلقون العنان لألسنتهم في السب واللعن والقذف، دون رادع من دين أو أخلاق أو أدب أو حياء، ولئن كان هذا الأمر معيباً ومرفوضاً من الجميع، فإنه يعد أكثر عيباً ورفضاً في حال صدوره من ألسنة طلاب وطالبات الجامعات، باعتبار أنهم أكثر ثقافة وعلماً وأدباً ويمثلون النخبة المثقفة والمتعلمة في المجتمع.
من آفات اللسان أيضا الكذب، والوعد الكاذب، والغيبة والنميمة، والمزاح الثقيل، والمراء، والجدل، والفحش في الكلام، وفضول الكلام، والخصومة، والسخرية والاستهزاء، والحلف الكاذب، والخوض في الباطل، والتقعر، والتشدق، والتكلف في الكلام، وقول الشعر الماجن، وإفشاء السر، والمدح أمام الممدوح، والذم بما لا يستحق.
ومثل هذه الآفات يستحق كل واحد منها الحذر من الوقوع في مساوئه ، وكلها من آفات اللسان . وعلى المؤمن أن يراقب كلامه أكثر من كلام الناس ، فلا يتكلم إلاّ بعد رَوِيَّة وتفكر ، فإذا ما نطق بالكلمة ، خرجت الكلمة من سيطرته وأصبحت ملك من سمعها . أما قبل ذلك فهي ملكه إن شاء تفوه بها وإن شاء كتمها . وعلى المرء أن لا يستهين بالكلمة ، فرب كلمة أحدثت فتنة ، ورب فتنة تسببت في إزهاق أرواح أو في خصام وشقاق. ألا تستحق مثل تلك الكلمة أن يهوي بها صاحبها في جهنم.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA