قرأت لك

الأمن النفسي مفهومه وأبعاده ومعوقاته
لافي العازمي

يعد الأمن النفسي من أهم أنواع الأمن بالنسبة للإنسان، وهو شعور يسمح للفرد بإقامة علاقات متزنة مع أناس ذوي أهلية انفعالية في حياته والاحتفاظ بها؛ كأفراد أسرته وأصدقائه، ويعتبر نقيضًا للوحدة النفسية المتمثلة في التهديد والخوف، وهو خطر داخلي يستشعره الفرد بدرجة أكبر من الآخرين.

مادي ومعنوي
إن الحاجة إلى الأمن النفسي ذات شقين؛ الأول: أمن مادي، والذي يتمثل في محاولات الفرد المستمرة للحفاظ على حياته وإشباع حاجاته الأولية من الطعام والشراب وغيرها، والثاني: أمن معنوي، ويتمثل في إحساس الفرد بالأمن، والطمأنينة، والرضا، وعدم التوتر، والسعادة.
ويعد الأمن النفسي من الحاجات الضرورية التي يسعى الفرد لبلوغها خصوصًا في المرحلة الأولى من حياته؛ فهي مصدر أهدافه وطموحاته وتطلعاته، وتزيد كذلك من تفاعله مع المجتمع ليستقر نفسيًّا ويتكيف مع من حوله، ومن جهة أخرى يؤدي الاستسلام للضغوط النفسية وشعوره بعدم الأمن النفسي إلى الرغبة في الابتعاد عن الآخرين؛ مما يؤدي إلى تراكمات نفسية خطيرة تزيد من الضغوطات.

المفهوم والأهمية
قدم مؤلف هذا الكتاب موضوع الأمن النفسي في ثلاثة فصول؛ تطرق الفصل الأول إلى تعريف الأمن النفسي لدى علماء النفس، وبدأ بتعريف ماسلو (1970): “بأنه شعور الفرد أنه محبوب من الآخرين وله مكان بينهم، ويدرك أن بيئته صديقته، وأن دوره غير مُحبَط، ويشعر فيه بندرة الخطر والتهديد والقلق”.
كما ناقش مفهوم الأمن النفسي في ضوء التصور الإسلامي، وأهميته، وأهدافه، وأبعاده الأساسية والثانوية، وخصائصه النفسية والمعرفية والاجتماعية والكمية والإنسانية، ومعوقاته المتمثلة في المعوقات الاقتصادية والحروب والخلافات والعوامل الثقافية والتنشئة الاجتماعية المضطربة والأمراض والإعاقة. وتحدث كذلك عن أساليب تحقيق الأمن النفسي، والعوامل المؤثرة في الأمن النفسي للفرد، ومناقشة النظريات المفسِّرة له.

الوحدة النفسية
أما الفصل الثاني، فقد تناول الوحدة النفسية وتعريفها، وفي أحد التعريفات ذكر تعريف الدسوقي (1998) لها: “بأنها نتيجة خللٍ في شبكة العلاقات الاجتماعية للفرد؛ سواء كان ذلك في صورة كمية (لايوجد عدد كافٍ من الأصدقاء) أو في صورة كيفية (افتقاد المحبة والتواد مع الآخرين)”. كما ناقش تعريفات الوحدة النفسية وأسباب حدوثها، وأنواعها التي تشمل الوحدة الانفعالية والوحدة الاجتماعية، والخصائص الشخصية للأفراد الذين يعانون من الوحدة النفسية، وناقش النظريات التي تناولت الوحدة النفسية.

بحوث ودراسات
واستعرض في الفصل الثالث مجموعة من “البحوث والدراسات التي تناولت الأمن النفسي” وقام بترتيبها زمنياً حسب تاريخ نشرها؛ فبدأ بالدراسات التي تناولت الأمن النفسي وعلاقته ببعض المتغيرات، مثل دراسة جبر (1996) المعنونة “بعض المتغيرات الديمغرافية المرتبطة بالأمن النفسي” والتي تناولت العلاقة بين الأمن النفسي وبعض المتغيرات الديمغرافية وهي: (الجنس، والسن، والحالة الزوجية، والمستوى التعليمي). ثم الدراسات التي تناولت الوحدة النفسية وعلاقتها ببعض المتغيرات، منها: دراسة جبريل (1990) تحت اسم “الوحدة النفسية لدى طلاب الجامعة وعلاقتها ببعض المتغيرات الديمغرافية”، ودراسة أبو غزال وجرادات (2008) بعنوان: “أنماط تعلُّق الراشدين، وعلاقتها بتقدير الذات والشعور بالوحدة”.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA