فن «المناظرة»

المناظرة عبارة عن مواجهة بلاغية بين متحدثَين اثنين أو أكثر، حول قضية معينة ضمن وقت محدد، ويدور خلالها نقاش حول قضية معينة ويتم في جلسة عامة تُقدَّم فيها حجج مُتَعارضة أو مُتصادمة، وغالباً ما تنتهي بتصويت من الجمهور أو لجنة تحكيم، يُفضي إلى ترجيح كفة حجج أحد الطرفين، وقد أطلق عليها بعض النقاد مسمى «فن أدبي».
والمناظرة في العصر الراهن مسابقة رسمية تحكمها ضوابط معينة ويديرها حكم أو رئيس هيئة تحكيم، وقد تشمل المناظرة متحدثين أفراداً أو فِرقاً تضم عدة متحدثين، وتخضع لأصول وقواعد معينة، حيث تعرض قضية المناظرة على الفريقين المتناظرين ويمنح كلا الفريقين وقتًا محددًّا لتقديم حججهم وإثباتاتهم.
وبناءً على ما سبق فالمناظرة تجري في جو مُنظم يقدِّم فيها متحدّثو كلا الفريقين حججهم والدفاع عنها، وعليه فإن المناظرة تقتضي طرح قضية يتناظر حولها فريقان مُتعارضان، ويُدْعى الفريقُ المؤيد للقضية «فريق الموالاة» وهو من يؤيد القضية أو الموضوع الذي يُتناظر حوله ويَدْعَمه ويدافع عنه، أمَّا الفريق الذي يُعارض موضوع المناظرة ويفند أطروحة فريق الموالاة وحججه فيدعى «فريق المعارضة».
تشيع المناظرات في البيئات الاجتماعية والسياسية والدينية والتعليمية، وتاريخنا العربي حافل بالمناظرات، وقد أوردنا إحداها في عدد سابق «مناظرة بين سيبويه والكسائي» وقد اتسع نطاق «المناظرات» في العصر الحديث ليشمل السياسة حيث عمدت بعض الدول لإجراء مناظرات رسمية بين المسؤولين والمترشحين للانتخابات، بحيث يطرح كل منهم آراءه وأفكاره واستراتيجيته وبرنامجه.
وبالرغم من أن القضايا التي تُطْرح للنقاش في المناظرات قد تتناول مواضيع لا حصر لها، غير أن معظم «المناظرات» تعالج قضايا مثيرة للجدل وتشُدُّ انتباه الجمهور وتجذب اهتمامه، كما يتيح البعض من المناظرات فرصة للجمهور للمشاركة والانخراط في مجرياتها حيث يتسنى لمتتبعي المناظرة طرح أسئلة على المتناظرين للاستفسار عن بعض النقاط.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA