مكتسبات الطلبة في نظام الجامعات الجديد

 

 

يعد المجتمع الطلابي مجتمعاً ديناميكياً يقبل المتغيرات بل يعشقها في مجمل حياته، ومن المتغيرات الهامة التي ستؤثر على حياة الكثير من الطلبة الجامعيين هو نظام الجامعات الجديد، فماذا يحمل هذا النظام في طياته للطلاب!

المادة الخامسة في النظام عبرت عن نقطة هامة للارتقاء بالعملية التعليمية بالجامعة، ألا وهي «الحوكمة الإدارية» ومُثلت في ثلاثة مستويات داخل الجامعة هي: مجلس الأمناء، ومجلس الجامعة، ورئيس الجامعة الذي كان يشار له في النظام السابق بمدير الجامعة.

وتُعد الحوكمة كمفهوم إداري من أهم خطوات نجاح المؤسسات والشركات وتطبيقها بشكل جلي وواضح في مؤسسات حكومية كالجامعات بلا شك سيحسن مدخلاتها ومخرجاتها ويرفع كفاءتها المالية والإدارية. كما أن المادة السابعة في فقرتها «10» أضافت مستوى رابعاً لحوكمة الجامعات تمثل في مجلس شؤون الجامعات، حيث نصت هذه الفقرة على «حوكمة وتقويم أداء الجامعات أكاديمياً وإدارياً ومالياً».

أما تكوين مجلس شؤون الجامعات والذي نصت عليه المادة السادسة من النظام، فضَمن وجود تمثيل عال لوزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة الاقتصاد والتخطيط؛ مما سيكون له أثر كبير بإذن الله في علاج المشاكل التي تواجه الخريجين في الحصول على فرص ظيفية، لأنها ستكون ضماناً لمواءمة مخرجات الجامعة مع سوق العمل واحتياج الوطن من الكوادر المؤهلة.

ونصت المادة السابعة عشرة في إحدى فقراتها على «تشكيل مجلس استشاري للطلبة وتحديد اختصاصه ووضع قواعد عمله»، هذه الفقرة ستفتح مشاركة فاعلة لطلبة الجامعة على أساس تنظيمي وليس اجتهادي كالسابق، وستعمل الجامعات ممثلة في مجلس الجامعة على إشراك طلبتها في تحديد اختصاص ووضع قواعد عمل مجلسهم لكي يساهموا بشكل فاعل وعملي في صياغة مستقبلهم.

لم يكتف النظام بذلك بل نص على أن تشكيل المجلس الاستشاري يكون بقرار من مجلس الجامعة ويرأس المجلس أحد نواب رئيس الجامعة، وبلا شك أن هذا يرفع من مستوى المجلس الاستشاري للطلبة إدارياً وتنظيمياً.

ومن أهم النقاط في النظام الجديد إلزامية الجامعة بالحصول على الاعتماد المؤسسي من هيئة تقويم التعليم والتدريب، والاعتماد البرامجي من هيئة تقويم التعليم والتدريب أو من إحدى الهيئات الدولية التي تعتمدها الهيئة.

هاتان الفقرتان تضمنان للطلبة تعليماً راقياً وعملاً مهنياً واحترافياً، وهو ما يسعى له كثير من الطلاب عند الرغبة في الالتحاق بالجامعات، فسمعة الجامعة هي إحدى محددات المستقبل الوظيفي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال جامعة تعتمد أعلى المعايير في تقييم برامجها.

إحدى مواد النظام جاءت لحسم أمر كان متروكاً لعضو هيئة التدريس، ويعتبر انتصاراً للغة العربية لغة الوطن، حيث نص صراحة ودون لبس، إلى أن لغة التعليم في الجامعة هي اللغة العربية، وأي لغه أخرى عند الحاجة يكون استخدامها بقرار من مجلس الجامعة.

ختامًا أعتقد أن هذا النظام يحتاج من الطلبة إلى المسارعة في تقديم أي مقترح قد يضيف إليه قوة إيجابية، ويمكن أن ألخص بعضها للأخذ بها في أي تغيير مستقبلي للنظام مثل إشراك الطلاب في المجالس المختلفة بالجامعة من مجلس القسم إلى مجلس الجامعة وفق ضوابط محددة من مجلس الجامعة، لأنه هو المستفيد الأول والأهم في الجامعة، كذلك إشراكة في أي عمليات تقييم لمهام الجامعة الأكاديمية والإدارية والبحثية والخدمية.

 

عبدالعزيز بن فهد المسند 

كلية الآداب

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA