حجم الصف الدراسي يؤثر على العملية التعليمية

قدمت دراسة أجرتها الباحثة هيلين بات باين وزملاؤها في جامعة تينيسي أقوى دليل حتى الآن على أن الأطفال يتعلمون أكثر عندما يكونون في فصل أصغر، وبخاصة في الصفوف الأولى، إضافة لعدد من العوامل التي تؤثر على النتائج التعليمية، منها إجمالي الإنفاق وحجم الفصل وجودة المعلمين، وكذلك ثقافة المدرسة، بما في ذلك كيفية عمل موظفي المدرسة معاً والتعلم من بعضهم البعض، وكيف يستجيبون لاحتياجات الطلاب.
قام الباحثون بشكل عشوائي بتخصيص ما يقرب من 12000 طالب ومعلميهم في رياض الأطفال حتى الصف الثالث في 79 مدرسة لفصول تضم 13-17 طالباً أو 22-25 طالباً، وكانت النتائج واضحة: قدم الطلاب في الفصول الأصغر أداءً أفضل في اختبارات الرياضيات والقراءة، وكانت فوائد الفصول الأصغر أكبر في المدارس المخصصة لطلاب الدخل المنخفض.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن فوائد التعليم في الفصول الأصغر تستمر لفترة طويلة بعد انتقال الطلاب إلى الصف التالي، إذ يصبحون أكثر عرضةً لإكمال الدراسة الثانوية والالتحاق بالجامعة.
لكن الأدلة ليست كافية تماماً على ما يبدو، على الرغم من أن معظم الأبحاث تشير إلى تحسن أداء الطلاب عند تدريسهم في صفوف صغيرة، إلا أن بعض الدراسات لم تجد أي فوائد، وذلك لوجود فجوة كبيرة في هذا البحث، لقد نظرت معظم الدراسات في كيفية تأثير حجم الفصل على التعلم في المدارس الابتدائية، وذلك من أجل توفير بعض البصيرة لأولئك المسؤولين وصانعي القرارات بشأن اتخاذ الإجراءات المناسبة في تقليص أحجام الفصول لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية، ولكن لم يتلفت أحد على الإطلاق.
قد تختلف هذه القواعد على نطاق واسع من حيث التمويل والتطبيق وكيفية قياس السلطات لحجم الفصل، حيث يتطلب تقليل عدد الطلاب في كل فصل دراسي توظيف المزيد من المعلمين، وهذا بدوره يعني إنفاق المزيد من الأموال على الرواتب والمزايا.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA